أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب)
تعد "المجالس المحلية" التي أنشأت في المناطق المحررة، البديل الوحيد عن كامل مؤسسات الدولة في الإدارة التنظيمية لتلك لمناطق وتسيير أمور المواطنين، باستثناء القضاء الذي هو مهمة المحاكم الشرعية. وتعمل المجالس المحلية على خدمة المواطنين بشكل يتفق مع الإمكانيات المتاحة للمجلس، إذ تتلقى المجالس دعمها من مجلس المحافظة التابع للحكومة السورية المؤقتة.
وتواجه هذه المجالس صعوبات عديدة سواء في الحصول على الدعم ما ينتج عنه تأخر في تنفيذ المشاريع المطروحة من قبل المكاتب التي يتشكل منها المجلس.
المجلس المحلي لمدينة الرستن
يقول "وائل أبو ريان" عضو المكتب الإعلامي لمدينة الرستن: "يعتبر المجلس المحلي لمدينة الرستن المسؤول الأول عن إدارة شؤون المدينة وتلبية احتياجات المدنيين المتواجدين داخلها، سواء أكانوا من أهالي المدينة أو من النازحين إليها بعد كل حملة عسكرية للنظام، وقد قام بعدة مشاريع تنموية زراعية ومشاريع تؤمن الأساسيات في حياة المواطن كالماء والكهرباء".
أما عن المشاريع الخدمية التي نفذها المجلس المحلي في مدينة الرستن، فقد التقى مراسل أخبار الآن الأستاذ "مصطفى الحسين" رئيس المجلس المحلي للرستن، يقول: "المجلس المحلي لمدينة الرستن هو الواجهة السياسية والإدارية للمدينة ويتألف من عدة مكاتب منها مكتب الخدمات ومهمته تأمين الخدمات للمواطنين من كهرباء وماء وخبز في ظل نقص ملاحظ في مادة الطحين والكهرباء والمياه الصالحة للشرب. قام المجلس بعدة مشاريع تصب في صالح المواطنين وهي "مشروع رغيف خبز" الذي تضمن تأمين الخبز للمواطنين من أهالي الرستن واللاجئين بالسعر المدعوم، ومشروع "المولد الكهربائي" الذي يعتمد على إيصال الكهرباء للبيوت عن طريق مولد كهربائي ضخم ويتم استخدام هذا المولد الكهربائي أيضا في ضخ المياه الصالحة للشرب من البئر الرئيسي للمدينة، إضافة إلى أنهم قاموا بوضع مضخات للآبار بحيث يتم إيصال المياه إلى جميع أحياء المدينة"، ويضيف "الحسين" أنه تتم الآن دراسة مشروع "بقرة لكل أسرة فقيرة"، ويتضمن هذا المشروع إعطاء بقرة لكل أسرة فقيرة حيث تقوم العائلة بإنتاج الحليب والأجبان لتأمين الاكتفاء الذاتي لهم وهو مشروع قيد الدراسة لم يتم تنفيذه بعد.
المجلس المحلي لمدينة تلبيسة
بعد خمس سنوات من الحرب التي عاشتها مدينة تلبيسة "وهي من أكبر المدن في ريف حمص الشمالي"، تعيش اليوم حالة إنسانية صعبة في ظل القصف المتواصل عليها، فقد أدى القصف إلى تعطيل الشبكات الرئيسية في المدينة كشبكة المياه الصالحة للشرب وشبكة الكهرباء ما جعل المواطن يعيش في ظروف حياتية خانقة.
يقول الأستاذ "فيصل الضحيك" رئيس المجلس المحلي لمدينة تلبيسة، أن المجلس يمثل مدينة بائسة منكوبة تفتقر إلى كل مقومات الحياة: "يتألف المجلس من عدة مكاتب كالمكتب الخدمي الذي نفذ مشروع إيصال المياه الصالحة للشرب من الخط الذي يمر ضمن المدينة، ومشروع الكهرباء الذي يتكفل بإيصال الكهرباء لكامل المدينة، والمكتب الإغاثي الذي ينفذ حاليا مشروع التدفئة عن طريق تقديم كمية من الحطب للعائلات في مدينة تلبيسة للأهالي والنازحين بسعر يناسب المواطن".
ويضيف: قمنا بتنفيذ "مشروع النظافة" عن طريق جلب حاويات قمامة وتوزيعها على شوارع ومفارق الطرقات للتخفيف من أزمة القمامة وما ينتج عنها من أضرار، وبعدها تأتي سيارات مخصصة لجمعها ووضعها في المكبّ المخصص.
صعوبة تأمين الدعم
وأضاف الأستاذ الضحيك أن هناك عدة صعوبات تواجه مكاتب المجلس ما يؤدي أحيانا لعدم تنفيذ المشاريع
في هذا السياق تحدث الأستاذ "الضحيك" عن صعوبة جلب الدعم من مجلس المحافظة في ظل وعود عديدة بتنفيذ المطالب: "فنحن نتلقى الدعم بشكل ضئيل وليس هناك أي اكتفاء ذاتي ينتج عنه تنفيذ المشاريع المطروحة والمشاريع التي قد تطرح في الأيام القادمة".
وأضاف أن المدينة تحتضن حوالي 58 ألف نسمة ينقسمون بين نازحين وسكان أصليين "ونواجه صعوبة في تأمين الكهرباء والمياه لهم فهناك نقص كبير في مادة الديزل المعتمد عليها لتشغيل المولدات الكهربائية التي ومضخات المياه".
وتعيش المدينة وضعا أمنيا صعبا في ظل الاغتيالات التي شهدتها المنطقة، إضافة إلى القصف المستمر، حيث يقول "الضحيك": "نضطر أحيانا لإيقاف العمل في ظل حملات القصف المستمر ما يؤدي لعرقلة تنفيذ المشاريع".