أخبار الآن | الغوطة الشرقية – سوريا (عبدالله أبو همام)
مع دخول أسلحة جديدة إلى الحرب الدائرة في سوريا، تزداد أعداد الضحايا بين المدنيين، فبعد دخول الأسلحة العنقودية، التي تزامنت مع دخول القوات الروسية إلى سوريا، أصبحت مآسي الأهالي تتوالى مع ذاك السلاح، الذي يعتبر محرماً دولياً.
قنبلة عنقودية واحدة كانت كفيلة للفتك بعائلة كاملة في مدينة "دوما" بريف العاصمة دمشق، ففي يوم حافل بالقصف التي ألقى فيها النظام السوري أكثر من سبعين قنبلة على المدينة، ذكر شهود عيان أن عدداً من تلك القنابل لم تنفجر عند وصولها إلى الأرض. عندما خرج "فايز" 26 عاما، من منزله ليرى قنبلة لم تنفجر سارع إلى إدخالها للمنزل حيث انفجرت فيه مما أدى لحدوث كارثة إنسانية هناك.
فقد فايز حياته مع أخويه "علي وجهاد" اللذين كانا داخل المنزل أيضاً. يقول "أبو أحمد" أحد المسعفين في الدفاع المدني السوري: "لقد أخبرنا أحد جيران الضحايا أن كارثة قد حدثت في منزل بالقرب منهم، عندها أسرعنا إلى المكان لكننا لم نتخيل حجم الكارثة، وعندما أردنا الدخول إلى المنزل اضطررنا لكسر الباب ومن ثم الدخول، فقد كانت العائلة بأسرها مصابة بالقنبلة العنقودية التي أدخلها أحد أفراد العائلة إلى المنزل".
ويضيف أبو أحمد: "لقد رأينا أحد أفراد العائلة وقد تحول إلى أشلاء بفعل الانفجار، فيما لقي شخصان آخران حتفهما بعد نقلهم إلى النقطة الطبية بقليل، ولم نستطع إنقاذ سوى ربة المنزل حيث كانت جراحها طفيفة بسبب بعدها عن مركز الانفجار".
حملة توعوية يقودها الدفاع المدني بعد الحادثة
بعد تلك الحادثة بأيام، أطلق الدفاع المدني السوري في ريف دمشق حملة توعية كبيرة استهدف فيها مختلف الشرائح العمرية من الصغار والكبار وذلك تجنباً لمزيدٍ من المآسي التي قد تحصل بسبب سوء تعامل المدنيين مع القصف بمختلف أشكاله.
يرى "محمود آدم" الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني أن :الدفاع المدني السوري يعتبر حملة التوعية من إحدى أهم الأعمال التي نقوم بها، وهي لا تقل أهمية عن أعمال الإنقاذ والإسعاف والإطفاء.
تضمنت الحملة منشورات تم توزيعها على الطرقات وأمام المدارس والمساجد وفي المناطق المأهولة بالسكان، بالإضافة لقصص توعوية للأطفال لتصل المعلومة إلى الصغار عن طريق التلوين وأساليب أخرى يمكن أن يتفاعل معها الطفل لضمان سلامته.
ويواصل "محمود" حديثه عن أهمية تلك الحملات: "إن هذه الحملات تساعد فرق الدفاع المدني عند حدوث القصف، فنحن سنتعامل مع المدنيين بآلية سلسة كونهم مدركين لخطوات السلامة التي يجب عليهم القيام بها، كما أننا سنحفظ أرواحاً من الخطر وسنتجنب كثيراً من المآسي التي قد تقع".
تعد هذه الدورات واحدة من جوانب التعايش التي فرضت على السوريين علّهم يبقون على قيد الحياة بانتظار سوريا الديمقراطية.