أخبار الان | تونس _نورا مجدوب _خاص
تونِس تفرضُ منذ أيامٍ تمديدَ قانونِ حالة الطوارئ بسبب التحدياتِ الأمنية التي تواجهها نظرًا إلى إمكانِ تدخلٍ عسكريٍ وشيكٍ في ليبيا قد يضرُّ بالوضع في تونس أيضًا، بَدءُ الحديث عن التسوية في سورية قد يعيدُ الإرهابيين إلى بلدانهم ، خاصةً في ليبيا لتكوين إمارة داعشية في سرت وتمركزِ التنظيمات الإرهابية فيها الأمرُ الذي يشكلُ خطرًا محدِقًا على دول شمالِ إفريقيا ، وتونس خاصةً . كاميرا أخبار الآن التقتْ مسؤولين وخبراءَ في تونس في هذا الشأن .
تقول بدرة قعلول الخبيرةُ في الشؤون الأمنية والعسكرية ورئيسةُ المركز التونسي للدراسات الأمنية والإستراتيجية إن تونسَ تمثلُ الحلقةَ الأضعف فيما يخصُّ الوضعَ في ليبيا وهي من أكثرِ البلدانِ المهددة ، خاصةً إذا انفجر الوضعُ في ليبيا حينذاك ستكونُ الشظايا كبيرةً جدًا والتهديدُ أيضًا سيكونُ كبيرا.
هنالك كثيرٌ من التحديات مستقبلا، التونسيون خاصةً العائدين سيكونون خطرًا كبيرًا و نحن نعلمُ بأن آلآفًا منهم عادوا إلى ليبيا وربما تغلغُلُهم إلى التراب التونسي ورادٌ جدًا ، والأمرُ أصبح سهلا فيما يخص دخولَهم في العمق التونسي ونحن نعلمُ أيضًا بأن هناك الخلايا المترصدةَ تنتظرُ فقط إشاراتٍ لتتحرك.
يقول أحمد شبير مديرُ الاستخباراتِ العسكريةِ السابقُ في تونس إن مقاومةَ الإرهاب تأتي أساسًا بمقاومتِه كفكرةٍ من خلال الإعتمادِ على وسائلَ منها في المقام الأول التعليميةُ والثقافيةُ و تأتي في المرحلة الثانية العدالةُ الإجتماعيةُ ، ومنها الإقتصاديةُ خاصةً ،نعم هذا هو المشكلُ في دول تُعرفُ بالإرهاب أو نموِ الخلايا الإرهابية في مجتمعاتها.
أما إن وُجِدتِ الآنَ مجموعاتٌ إرهابيةٌ، و الفرقُ هنا هو في وسائلِ مقاومةِ الإرهاب كأسلوب و كفكرةٍ أو مقاومةِ الإرهاب متمثلا في مجموعات إرهابيةٍ مسلحةٍ كعدوٍ مجسمٍ على الأرض لهذا فالعدو المجسمُ على الأرض لا يمكنُ مقاومتُه إلا بالوسائل الأمنيةِ والعسكرية وهذا شيءٌ معلوم.
عودةُ الإرهابيين من بؤر التوترِ إلى أوطانهم سواءٌ تونس أو ليبيا أو أيُّ بلدٍ آخرُ تمثلُ تحديًا كبيرًا للدول التي تعودُ إليها هذه المجموعاتُ خاصةً أنهم يحلمون هذا الفكرَ ، ومحاربةُ هذا الفكر ينبغي أن يكونَ بوسائلَ فكريةٍ ووسائلَ علميةٍ وثقافيةٍ ما دام ليس هنالك سلاحٌ لكن ما دام هنالك سلاحٌ ورجعوا في شكل تنظيمات مسلحةٍ فإن الحلَّ عسكريٌ أساسًا.
يقول رافعُ الطيب الخبيرُ المختصُّ في الشأن الليبي إن الجزءَ الأكبرَ من الشباب ليس لديهم أيُّ التزامٍ ديني أو أخلاقيٍ على المستوى العقائدي بل أن معظمَهم جاء بسبب توفرِ المال ، والمالُ في هذه الحال متوفرٌ كثيرًا جدًا في ليبياوهذا الأمرُ يُعدُّ خطرًا كبيرًا وهنا يمكنُ القولُ إن المالَ يمثلُ عصبَ الحرب في ليبيا ويُعدُّ المالُ لداعش سلاحًا في حد ذاته.