أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (جمال لعريبي)
أطماع داعش تتزايد اليوم تلو الاخر فبعد احتلاله الكامل لمنطقة بادية الشام الممتدة بين العراق وسوريا واستحواذه على ثلث الثروة العراقية من البترول يحاول اليوم ان يرسو في أرض جديدة غنية و لن يجد فريسة سهلة كدولة ليبيا … فعدم التوافق السياسي و الاختلافُ بين الفرقاء وثرواتهُا الطبيعية يجعلها محل أطماع ….. وأولهم داعش الذي لم يفوت هذه الفرصة لارسال مقاتليه إلى ليبيا .
يستغل داعش انشغال الحكومة الليبية والقوت الحكومية بالتصدي للميليشيات غير الشرعية في البلاد ليوسع خريطة تمدده في ليبيا، الأمر الذي بات يهدد بسقوط البلاد في قبضته ..
وبعد أن كان قد سيطر على مدينة درنة الساحلية في شرق ليبيا، تمكن تنظيم داعش من الوصول إلى بنغازي، ثاني أكبر المدن، مستغلا المواجهات التي خاضها الجيش وسكان من المدينة بمواجهة ميليشيات "أنصار الشريعة"، التي انتهت بسيطرة قوت الحكومة على معظم المناطق.
و بعد سيطرته على مناطق من مدينة بنغازي نقل التنظيم "معركة الإرهاب" إلى سرت في وسط البلاد حيث ارتكب مجازر، ليتمدد وجود المتشددين على الساحل الليبي إلى الغرب، حيث ينتشر المتشددون في مدينة صبراتة القريبة من العاصمة.
وتظهر خريطة تمدد داعش من أقصى الشرق إلى الغرب، مرورا بالوسط، و تركيزه على المناطق الساحلية لأهميتها اقتصاديا وعسكريا على خططه المستقبلية، لاسيما أن البلاد لا تزال تعاني الفوضى الأمنية والسياسية نفسها التي استغلها المتشددون للتوسع.
وبعد معارك عنيفة نجح الجيش بقيادة الفريق خليفة حفتر من السيطرة على معظم أحياء مدينة بنغازي و استرجاعها ليتضح أن "ميليشيات الثوار" ليست إلا مجموعة من المتشددين المنتمين إلى تنظيم داعش، الذي بات يصدر بيانات من حي الليثي أو الصابري، وأنصار الشريعة التي لجأت في غرب بنغازي إلى السيارات المفخخة و"الانتحاريين"، وفي سرت وبعد اطاحة القذافي صراعات بين الميليشيات مع القوات الحكومية، تتهم عدة مصادر، بأنها ساعدت على طرد الجيش من المدينة لتسهيل سقوطها بقبضة داعش.
أما في صبراتة، فلم يعلن رسميا عن وجود لداعش، لكن مصادر ليبية تؤكد أن المتشددين يسيطرون على المدينة التي شكلت قاعدة انطلاق وتدريب للاعمال الإرهابية في العاصمة طرابلس، على غرار تفجير فندق "كورنثيا" وتفجير عدة سفارات، ويرى مراقبون ان داعش يحاول الان نقل الحرب من سوريا و العراق الى ليبيا و ذلك لتوفر المناخ المناسب لهذه الجماعات بالاضافة الى عدم وجود حكومة ليبية موحدة وقوات ليبية قادرة على مواجهتهم.