أخبار الآن | سوريا – ريف دمشق (جواد العربيني وحسان تقي الدين)
شهد اليوم السابع من وقف إطلاق النار المتفق عليه خرقا واضحا من قبل قوات النظام السوري تمثل بتحليق الطيران الحربي وقصفه مناطق سكنية على أطراف مدينة "دوما"، واختلط صوت الطيران الحربي مع أصوات المتظاهرين في عدة مناطق داخل الغوطة الشرقية. ومع حلول المساء دخلت 24 شاحنة إغاثية تابعة لـ "لأمم المتحدة" و"الهلال الأحمر" إلى بلدات "سقبا" و"حزة" و"عين ترما" و"زملكا".
شاحنات إغاثية للأمم المتحدة
أدخلت الأمم المتحدة قافلة مساعدات محملة بمواد غذائية ومساعدات طبية إلى الغوطة الشرقية مساء يوم الجمعة في الرابع من شهر آذار/ مارس من العام الحالي، وكانت القافلة قد أفرغت حمولتها في كل من "سقبا" و"حزة" و"عين ترما" والبالغ عددها 4000 سلة غذائية.
ومنذ بدء سريان هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، أدخلت الأمم المتحدة قوافل المساعدات للغوطة الشرقية مرتين فقط، وبذلك يبلغ إجمالي المساعدات الداخلة 6000 سلة غذائية لأربع بلدات من أصل ما يقارب ثلاثين بلدة ومدينة محررة في الغوطة الشرقية.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد "يعقوب الحلو" سفير الأمم المتحدة في سوريا، استطاعت أخبار الآن حضوره، صرح بأنه: "حسب تقديرات الأمم المتحدة هناك في ريف دمشق ما يقارب مائة وخمس وسبعين ألف شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية بشكل عاجل"، ووصف الحلو الأوضاع في الغوطة الشرقية بأنها "تحت الصفر وصعبة" في كل المجالات "الإنسانية والتعليمية والطبية" بحسب ما عاينه من معاناة ودمار في منازل المدنيين وزيارات للمجالس المحلية والمراكز الطبية، خلال جولاته أثناء دخول المساعدات.
وبهذا الخصوص أضاف "الحلو" أنه استمع إلى عدد من الأهالي عن قصص المعاناة التي تستحق المتابعة والمساعدة، إضافة للمطالب الأخرى التي طالب بها الشعب السوري من خلال الثورة السورية كفك الحصار واخراج المعتقلين والسماح بدخول المساعدات لكافة المناطق السورية.
وفي حديثه لأخبار الآن قال الناشط الميداني "وسيم الخطيب": "تولى "جيش الإسلام" حماية القافلة الإغاثية حيث كان التنظيم على مستوى عال، وتم إفراغ السيارات في المستودعات ريثما يتم توزيعها على المدنيين بعد معرفة كامل المحتويات لتوزيعها بشكل متساوٍ على الأهالي".
"الخطيب" أضاف: من بين الوفد الأممي اليوم تواجد العقيد "أمير محمد ندا" وهو المستشار العسكري لديمستورا وقد كان يسأل عن خرق النظام للهدنة والمناطق التي تشهد اشتباكات واقتحام، إضافة لمناطق سيطرة "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" وقد أدار الاجتماع مع النقيب "عبد الناصر شمير" قائد فيلق الرحمن.
مساعدات خجولة
وفي لقاء خاص لأخبار الآن مع المهندس "أكرم طعمة" محافظ ريف دمشق بالحكومة السورية المؤقتة، أوضح أن هناك معلومات يجب التنويه لها وتصحيحها لاسيما بعد الاجتماع الذي جمعه بالسيد "يعقوب الحلو" عن مفهوم أعداد المحتاجين في الغوطة الشرقية حيث: "تعتبر الأمم المتحدة ربع سكان الغوطة الشرقية بحاجة للمساعدات في حيث تبلغ النسبة الحقيقية 60% من إجمالي عدد السكان البالغ في آخر إحصائية ما يقارب 480 ألف شخص"، وبذلك يكون هناك فارق كبير بين التقديرات المعلنة للأمم المتحدة، وأضاف "طعمة" أن "الحلو" أقر بخطأ الأمم المتحدة في تقديراتها للحاجة في الغوطة الشرقية خلال زيارة قام بها مع الوفد الأممي في الثالث والعشرين من الشهر الماضي.
وأشار "طعمة" أن استمرار الأمم المتحدة إدخال المساعدات على هذا النحو يحتاج "إلى أربع وعشرين دخول لتستطيع توزيع المساعدات على كافة المدنيين في الغوطة الشرقية لمرة واحدة فقط!" وأضاف أن واحدة من بين ثماني عائلات سورية محاصرة في الغوطة الشرقية فقط تستطيع استلام المساعدات الغذائية التي دخلت إلى الآن، حيث اقترح مجلس المحافظة تقسيمها إلى النصف ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من المحتاجين إليها.
الغوطة تتظاهر على صوت الطائرات الحربية
في تطور مفاجئ حلّق الطيران الحربي مجددا في سماء الغوطة الشرقية، حيث ترافق خروجه مع خروج مظاهرات حاشدة في كل من "دوما" و"سقبا" و"كفربطنا" و"دير العصافير" و"عربين" جددت مطالبتها بإسقاط النظام السوري.
وفي حديثه لأخبار الآن قال الناشط الميداني "شادي العبد الله": "النظام تفاجئ اليوم بخروج المظاهرات مجددا والمطالبة بإسقاطه، وقد أراد من إعادة صوت الطائرات إلى مسامع الناس تذكيرهم بإجرامه عند خروجهم عليه قبل سنوات، الطيران الحربي نفذ اليوم غارات على مناطق سكنية ببلدة "الشيفونية" بريف دوما ترافق ذلك مع رشقات صاروخية من مدفعية النظام المتمركزة على جبال الغوطة، وقد استهدفت تلك الصواريخ رجال الدفاع المدني الذين هرعوا إلى مكان الغارات للبحث عن ضحايا ما أسفر عن إصابة بعضهم، الشارع في الغوطة بدأ يتخوف مجددا من هذا الاختراق الذي أعاد إلى ذاكرتهم مجازر روسيا والنظام بحقهم بعد راحة الستة أيام قبل أسابيع قليلة".