أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إبراهيم الإسماعيل ومحمد كركص)
بعد مرور خمس سنوات على خروج أول مظاهرة في الثورة السورية وانتشار الثورة السلمية في ذلك الوقت، تعود إدلب إلى سلميتها وعلمها الثوري الذي رافق مظاهرات يوم الجمعة والتي أطلق عليها "الثورة مستمرة".
فاجأت أعداد المتظاهرين الكثيرين، فبعد انعدام المظاهر السلمية في الثورة السورية على مر السنوات السابقة بات من النادر رؤية مظاهرات بهذه الكثافة وبهذه الروح القوية التي اجتاحت بلدات الريف الجنوبي ومدينة "معرة النعمان" وريفها الشرقي وبلدة "جرجناز" ومناطق أخرى في الشمال السوري.
روح الثورة السلمية تُبعث
من أبرز الهتافات التي نادى بها المتظاهرون كانت استمرار سلمية الثورة، ومطلبها الأساسي وهو اسقاط النظام ومحاكمة المجرم الذي قتل الآلاف من أبناء الشعب السوري.
الناشط "إبراهيم زيدان" من أبناء الريف الجنوبي من المنظمين لمظاهرات اليوم يقول: "بعد دعوات من ناشطي الثورة السورية في كل المناطق المحررة لتلبية النداء الثوري والخروج في مظاهرات حاشدة للتأكيد على مطالب الشعب السوري الأساسية، قمنا بتجهيز اللافتات واللوحات والدعوات للأهالي للخروج في مظاهرات بعد صلاة الجمعة".
خرج العديد من الشباب والرجال بعد صلاة الجمعة متوجهين إلى ساحات الحرية التي كانت تغص بالمتظاهرين في بداية الثورة السلمية، في البلدات والقرى كمدينة "كفرنبل" وبلدة "معرة حرمة" و"جرجناز" و"معرة النعمان" و"كفردريان" وغيرها من القرى والبلدات في محافظة إدلب.
"هي ثورة الزيتون عادت روحها لم تقتلونا إننا أحياء" من أجمل العبارات التي رفعها المتظاهرون في "جرجناز" في ريف إدلب الشرقي، إضافة إلى العديد من الهتافات والعبارات الثورية التي رسمها ناشطوا البلدة في ليلة الجمعة كما اعتادوا أن يرسموا في بداية الثورة.
"صافي حمام" من ناشطي جرجناز يقول: "أعادتنا المظاهرات إلى الأيام السابقة التي كانت تجمع كل أبناء البلدة في طقس من الأهازيج والهتافات، رددنا اليوم أغاني الثورة التي امتازت بها جرجناز، وجددنا مطلبنا الوحيد وهو إسقاط النظام واستمرار الثورة بالرغم من العنف الذي يعانيه أبناؤها".
مدينة "كفرنبل" هي الأخرى خرجت ملبيةً النداء، وتوجهت في مسيرتها إلى معرة النعمان لتجتمع المظاهرتين في مظاهرةٍ واحدة في وسط المدينة.
مظاهرات "معرة النعمان" لآسقاط النظام و"دركوش" ضد النصرة
خرج الآلاف من أهالي مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي والغربي بمظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة من المساجد، نادوا فيها باستمرار المظاهرات السلمية وإسقاط النظام ودعم للجيش الحر، ورفعوا أعلام الثورة وشعاراتها.
"بحر نحاس" مدير تجمع القلم الحر، قال لمراسل أخبار الآن: "اجتمعنا مع نشطاء المعرة في الريفين الشرقي والغربي وكان هناك رغبة بإعادة الحراك الشعبي للساحات، وتم إنشاء غرف عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتنسيق بيننا، اعتمدنا الشعارات القديمة التي بدأنا بها الثورة، كما تم تجهيز 400 علم للثورة في مدينة المعرة، بالإضافة إلى الأعلام واللافتات التي تم تجهيزها من قبل أهالي الريف، شعارنا الوحيد كان هو إسقاط النظام واستمرار الثورة"، ويضيف: منذ الساعة التاسعة صباحاً قمنا أنا وبعض من النشطاء بتعلق اللافتات وتنظيف الساحة وتم إغلاق الطريق من قبل فصائل الجيش الحر لمنع حدوث أية مشكلات، وقبل يوم عقدنا اجتماع مع الإعلاميين لإيصال صورة للعالم أجمع بأن الشعب السوري مستمر في ثورته السلمية حتى إسقاط النظام وحلفائه".
وقال "محمد منديل" من مرصد معرة النعمان: "المظاهرات عمت جميع أنحاء سوريا في هذا اليوم، إرادة الشعب تقول بعد خمس سنوات من قتل ودمار وحصار "الشعب يريد إسقاط النظام".
وتظاهر العشرات من أهالي بلدة "دركوش" بريف جسر الشغور، في مظاهرة ضد "دار القضاء" وطالبوا بعودة الجيش الحر، حيث جاب المتظاهرون شوارع البلدة وهتفوا للجيش الحر بعد الممارسات التعسفية التي مارستها "دار القضاء" الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة.
وكان أهالي البلدة خرجوا بمظاهرة مماثلة، ليلة أمس، تصدى لها عناصر دار القضاء بالرصاص الحي، فأطلقوا العيارات النارية في الهواء دون تسجيل أية إصابة، وفق مصدر محلي من أهالي البلدة.
جدير بالذكر، أن دعوات أخرى أطلقها ناشطون في محافظة إدلب لتجديد البيعة للثورة السورية، وطالبوا بخروج مظاهرات أخرى في يوم الإثنين القادم، ورفع المطالب المشروعة التي رفعت في بداية الثورة.