أخبار الآن | حلب – سوريا (لين مراد)
رغم الخروقات التي لم تخل منها "الهدنة" في حلب وريفها؛ إلا أن الأهالي في المدينة آثروا أن يعيشوا خلالها حياة شبة طبيعية بعد الفترة الأخيرة المليئة بالمجازر والمحاولات المتعددة لحصارها.
هدوء نسبي وحركة في شوارع المدينة
الهدوء النسبي هو ما يميز المدينة في هذه الأيام، يتخلله صوت الاشتباكات في "الشيخ مقصود"، إلا أن ذلك لم يمنع من عودة الحياة بشكل تدريجي إلى الشارع الحلبي؛ فحركة المرور وحالة المدنيين كلها تأثرت بشكل إيجابي منذ أول يومٍ بالهدنة، وعادت الحياة للأماكن العامة والحدائق بالرغم من تخوف البعض من غدر النظام والميليشيات الموالية، والمقاتلات الروسية.
أما في الأسواق، فقد ازدهرت الحركة فيها بشكل ملحوظ، رغم أن عملية البيع والشراء لم تتأثر كثيراً بسبب الارتفاع في أسعار السلع نظراً لتخوف التجار من حصار المدينة في الفترة المقبلة.
وفي حديث لأحد الباعة في سوق مدينة حلب لأخبار الآن عن رأيه في الهدنة وتأثر الأسواق بها، يقول "محمد أبو سعيد": "ساعدت الهدنة على تحريك الأسواق بشكل أفضل من السابق وهذا بسبب غياب القصف والمجازر التي ارتكبت في الأسواق بشكل متكرر في حلب"، وأكد محمد أنه إن بقي هذا الحال فستكون حلب بأحسن حال وستعود العائلات لمنازلها وتعود حلب مدينة ملايين السكان بعكس الآن.
وبالنسبة لارتفاع الأسعار، يرى محمد أن سببه الرئيسي هو قطع ريف حلب الشمالي عن المدينة، بالإضافة إلى خطر حصار مدينة حلب، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار وقلة المواد، ولا ننسى أيضاً دور تجّار الحروب في هذا الوقت واستغلالهم للوضع الراهن.
تخوف وحذر من الأهالي
لم تزد الهدنة من ثقة الأهالي بالنظام والقوات الروسية، فالتخوف من فترة ما بعد الهدنة هو ما يسيطر على آراء الشارع الحلبي، والتخوف أكثر من استمرار الحملة الشرسة التي كانت قبل الهدنة في محاولة من النظام لفرض حصاره على المدينة.
تقول "أم ياسين" من سكان حي الفردوس، لأخبار الآن، بأنها مع أي شيء ينقذها من الموت التي تراه في كل صباح ومساء عند قصف الطيران الحربي لمدينة حلب.
أما "عمر عبد الرحمن" من سكان حي سيف الدولة، فكان رأيه بأن الهدنة جيدة، يقول: "أنا بكل تأكيد مع وقف إطلاق النار وإسقاط النظام الذي قتل الآلاف من السوريين وهجر الملايين منهم، ودمّر أحياء بأكملها من مدينة حلب على مدى أعوام، فلا مانع إذاً من هدنة دائمة ولكن مع إسقاط النظام، أنا آمل ذلك، ولكن غدر النظام واضح ولا يمكن أن نتوقع بأن يترك الشعب يعود للحياة من جديد في ظل صمت المجتمع الدولي".
وتتخوف "أم عمار" وهي تسكن في نفس المبنى التي تتواجد فيه أم ياسين في حي الفردوس، من النظام والطائرات الروسية، من غاراتٍ وقصف بأي لحظة كما فعلوا في ثالث يوم من الهدنة حيث قصفوا ريف حلب الغربي ما تسبب وقتها بمجزرة"، وقالت بأنهم متخوفون دائماً وخاصة بعد انقضاء مدة الهدنة، ووصفت تلك المرحلة "بالصعبة".
وبين الأمل والهدوء والترقب، تمضي أيام الهدنة التي لا نزال في اليوم التاسع منها.