أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب)
زادت الحملات العسكرية من معاناة المدنيين في ريف حمص، وأدت لنزوح داخلي في قلب الحصار؛ الذي أراد النظام إحكامه على ثوار الريف الشمالي مع 250 ألف نسمة من المدنيين، يعيشون نقصا في معظم أساسيات الحياة اليومية.
بدأت الأسعار بالارتفاع المتزايد منذ إغلاق النظام لمعبر "تيرمعلة" واحتدام المعارك هناك، وكانت المادة الأهم والمفقودة هي "الخبز"، حيث وصل سعر كيلو الطحين إلى 500 ل. س وسعر ربطة الخبز المؤلفة من 8 أرغفة إلى 200 ليرة، مع التنويه إلى أن نسبة 80% من السكان غير قادرين على تأمين مادة الخبز لأطفالهم والتي تعتبر من أساسيات الطعام في سوريا.
نقص "الخبز" في الرستن وتوقف بعض الأفران
يقول الناشط "يعرب الدالي" من مدينة الرستن، بأن المدينة التي تحتوي على أكبر عدد من النازحين من مدن الريف الشمالي، تعيش حالة إنسانية صعبة. ومن أهم أسبابها نفاذ مادة الخبز والمواد الأساسية اللازمة في صناعتها من طحين وخميرة ومحروقات لتشغيل الأفران. وأضاف أن هذه المواد من الممكن تأمينها وإدخالها عن طريق دفع رشاوى لحواجز الأمن أو شراء شعير وقمح من مزارع الريف نفسه وتأمين الخبز، لكن مجلس الرستن لا يملك أية مقومات للقيام بمثل هذا الأمر، وتكلفة "الخبزة" الواحدة قد تصل إلى 9 مليون ليرة سورية، والرستن بحاجة كأقل تقدير إلى 15 "خبزة" في الشهر حيث يوزع 30 ألف ربطة بالخبزة الواحدة على 100 ألف نسمة.
الذي يزيد الأمر تعقيدا هو توقف عدة أفران عن العمل كالفرن الرئيسي الذي توقف عن عمله بعد استهدافه من قبل طيران النظام السوري، وبحسب "الدالي" فإن الفرن كان يغطي احتياجات مدينة الرستن كاملة مع عدة قرى مجاورة الأمر الذي يخفف من أزمة الخبز، فبعد توقفه استعان المجلس المحلي لمدينة الرستن بالفرن الرئيسي في مدينة "تلبيسة"، لكن الأخير وقع في عجز مشابه لمخبز الرستن واقتصر على كفاية أهالي "تلبيسة" فقط.
غضب الأهالي والمجلس المحلي يعلق أعماله
أزمة نقص الخبز أدت إلى غضب بين الأهالي ما جعلهم يعقدون اجتماعا مع إدارة "المجلس المحلي"، الذي أقر بأنه خلال عشرة أيام إن لم يجد حلا لهذه الأزمة فسيعلن تعليق أعماله احتجاجا على مجلس محافظة حمص.
تعاني مدينة الرستن أيضا، من نقص المواد الغذائية غير الزراعية" زيت، سمن، سكر وغيرها"، وتكون أسعارها مرتفعة جدا في حال توافرها.
هذا وتعاني مدينة الرستن من حصار خانق بدأ مطلع عام 2012 وسط غياب ﻟﻠﻤﻨظﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺕ المعنية، الأمر الذي دفع الهيئات المدنية والإعلامية لإطلاق نداءات استغاثة خاصة بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وإعاقة حواجز النظام إدخال المواد الغذائية إلى المحاصرين.