أخبار الآن | الحسكة – سوريا (عبد الرحيم سعيد)

 

تستمر الحملة العسكرية التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية باسم "الانتقام لجودي وإيلين" منذ 2/3/2016 والتي تستهدف السيطرة على المنطقة الممتدة من جنوب مدينة الشدادي وغرب جبل عبد العزيز الواقعتين جنوب الحسكة، وصولا لجنوب مدينة تل أبيض  وطرد داعش منها.

هذه الحملة التي بدأت منذ ثماني أيام نجحت بالسيطرة على مساحات واسعة من المناطق التي كانت يسيطر عليها داعش، حيث تمكنت تلك القوات من السيطرة على أكثر من 153 كم مربع من مناطق داعش، كما تمكنت من السيطرة على قرى كثيرة منها: خربة مالحة الواقعة 50 كم جنوب غرب الحسكة، وأم المدفع 30 كم غرب الشدادي، بالإضافة إلى قرى: "الصالحية، المكمن، الحمد، الجدعان، الجدوع، البدر، السرد، دليان" غرب جبل عبد العزيز.

السيطرة على نقاط استراتيجية لداعش

وقد تمكّنت "قوات سوريا الديمقراطية" من السيطرة على مواقع وطرق استراتيجية خلال حملتها، هذه الطرق التي كانت تستخدمها داعش في هجماتها على الحسكة ومناطق أخرى من المحافظة كما كانت تستخدمه بنقل عناصرها بين الرقة والحسكة وكذلك بين الرقة ومناطق في ريف رأس العين، ومن تلك النقاط الاستراتيجية التي خسرها داعش قرية "المكمن" وتعتبر هذه القرية عقدة مهمة للطرق التي كان يستخدمها، فمنها تمر ثلاث طرق كان يستخدمها لنقل عناصر ولتنفيذ هجماته هي: "طريق الرقة–الحسكة، طريق الحسكة–عالية "طريق يصل إلى أبو خشب في ريف دير الزور" حيث كان داعش يستخدم هذه الطرق لتنفيذ هجماته في الحسكة وريف رأس العين وتل أبيض.

وبخسارة داعش هذه النقطة يكون قد خسر مركزا مهما من مراكزه التي كان يستخدمها لانطلاق هجماته. ومن تلك المناطق الاستراتيجية التي خسرها قرية "أم المدفع" وتأتي أهميتها أيضاً بكونها عقدة لثلاث طرق تمر بها هي طرق: الحسكة–تل أبيض، الحسكة– الرقة، الحسكة-أم المدفع"، وهي كذلك من الطرق التي كانت تسهل لداعش تنفيذ هجماته ونقل عناصره بين مناطق سيطرته في الرقة والحسكة.

وفي تصريح لأخبار الآن قال العقيد "طلال السلو" الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية: "حققنا حتى اليوم الكثير من التقدم، حيث سيطرنا على عشرات القرى والمزارع في المنطقة الممتدة من جنوب الشدادي وجب عبد العزيز حتى جنوب تل أبيض، كما قتل العشرات من عناصر داعش، ونحن الآن نقوم بتمشيط وتأمين القرى التي سيطرنا عليها"، وأضاف: حققنا أهدافنا في الحملة والتي كانت إنشاء حزام أمني لمنع قيام داعش من تنفيذ هجماته على مناطقنا، و خلال اليومين القادمين سنعلن انتهاء حملة "الانتقام لجودي وايلين" وسنعلن معها الحصيلة النهائية لنتائجها".

مقتل قياديين بارزين لداعش

من جهة أخرى، قتل خلال هذه العملية قياديين بارزين من داعش، منهم قائد محلي هو "حسام الشلوف" حيث قتل بغارة جوية لطيران التحالف الدولي بالقرب من بلدة مركدة، وبحسب المعلومات التي تمكّنت "أخبار الآن" من الحصول عليها فإنّه كان من أبرز القادة المحليين في المنطقة، والمسؤول عن الإعدامات الميدانية والاعتقالات. وبخصوص مقتل "الشلوف" قال "السلو": "تمّ قتل الكثير من قيادات داعش الميدانيين، بالإضافة لعناصره خلال هذه العملية وجثث العشرات هي حالياً بين أيدينا".

كما قتل "عمر الشيشاني" المساعد العسكري لأبو بكر البغدادي، وقتل الشيشاني خلال غارة جوية للتحالف الدولي جنوب مدينة الشدادي، ويعد الشيشاني من بين أهم الأسماء التي تطاردها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عرضت مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد على القضاء عليه. وبحسب بيان للتحالف، فإنّ الشيشاني ذهب إلى الشدادي بهدف رفع معنويات قواته، إثر تراجعها أمام قوات التحالف.

"السلو" قال حول هذا الموضوع: "لم نعثر على جثة عمر الشيشاني خلال تمشيطنا للقرى والمناطق التي سيطرنا عليها، ولم نعثر عليها ضمن الجثث التي لدينا لعناصر داعش، وغالباً جثمانه نقل للرقة أو تمّ نقله لمحاولة داعش إنقاذ حياته بعد إصابته".

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحملة تشارك فيها، إضافة إلى قوات سوريا الديمقراطية، قوات الأساييش "الشرطة" و"قوات الحماية الجوهرية" و"قوات الحماية الذاتية" إضافة إلى المشاركة الأساسية والتي تعتبر الأكثر فاعلية من طيران "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة.