سيف محمد
أخبار الآن | ريف حماة – سوريا (مصطفى جمعة)
على وقع الهدنة المتفق عليها بين أطراف دولية، والتي أمنت هدوءاً نسبياً في بعض المناطق، ومع اقتراب الذكرى الخامسة لانطلاقة الثورة السورية، تشهد الكثير من المناطق السورية الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، مظاهراتٍ حاشدة في تأكيد على ثوابت الثورة الأساسية.
في ريف حماه الشمالي، أربع مدن فقط خارجة عن سيطرة النظام، وكضريبة لذلك، نال القصف من كل شيء فيها، فالدمار مشهد بارز وما تبقى يروي حكايات عن الانتقام من صرخات الحرية التي دَوَت في شوارعها، ولعل المظاهرات ستعيد بريقَ الثورة السورية الذي افتقدته على مدار الأعوام الثلاثة الماضية.
مظاهرة في كفرزيتا
يقول "حسن أعرج" مدير المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في مدينة كفرزيتا: "نسقنا مع بعض الأهالي المتبقين وهم نسبة قليلة لا تتجاوز 10 بالمائة، على تحديد مكان مناسب للخروج بتظاهرة نعبر فيها عن استمرارنا بالثورة رغم كل شيء، لقد رفعنا لافتات حملت عبارات مستنكرة لما نحن فيه.
بعد ذلك التنسيق، اجتمع مواطنون من أكثر من ست قرى محيطة بالإضافة لأهالي المدينة في ساحة "كفرزيتا" وتظاهروا بشكل سلمي، ومن ثم رددوا شعاراتٍ مطالبة بإسقاط النظام والحرية، والتأكيد على المطالب التي يرونها شرعية، حيث بلغ عدد المتظاهرين نحو 600 شخص، ويعتبر هذا الرقم قياسي بسبب نزوح أهالي هذه المدينة منذ 4 سنوات لدواعي القصف المتكرر.
"أبو خالد" أحد المتظاهرين: "لا يمكنني وصف شعوري عندما خرجت بالتظاهرة، لأصرخ بكل صوتي "سوريا بدا حرية"، لقد أفرغت ما بداخلي من شحنات ثورية، وبعدها شعرت بالارتياح وأؤكد أن المظاهرات والعمل المسلح يجب أن يسيرا بشكل متواز".
جدير بالذكر، أن "كفرزيتا" لم تنقطع عن المظاهرات طيلة ثلاث سنوات ونصف، ومثلت هذه المدينة مركزا رئيسا للنشاطات الثورية، وبعد أن تكثف القصف عليها نزح أهلها وبقيت قلة قليلة، واليوم عادت لتنشد أصوات الحرية فوق الدمار وبين الركام.
يقول "أبو عوض" أحد المتظاهرين: "عندما أقف في هذه الساحة، أتذكر أول مجزرة عندما هاجم الأمن المتظاهرين، أفتقد لهؤلاء الشبان الذي استشهدوا وهذا ما دفني للمجيء إلى هنا من مكان نزوحي لأحضر المظاهرة وأشاركك فيها".
وفي يوم الجمعة الموافق 11-03-2016، شهدت سوريا 48 نقطة تظاهر في مناطق مختلفة، نادت هذه الجموع بإسقاط النظام والحرية، ولربما تكون عودة المظاهرات للثورة فأل خير على السوريين.
