أخبار الآن | الريحانية – تركيا (وضحى عثمان)
احتفل السوريون على اختلاف مناطق تواجدهم ونزوحهم وهجرتهم، بالذكرى الخامسة لانطلاقة الثورة الشعبية التي أعادت لهم أملاً بأن تكون سوريا المستقبل.
في مدينة "الريحانية" التركية بالقرب من الحدود السورية التركية، أُقيمَ كرنفال احتفالي أحيته مجموعة من الأطفال من عمر 4 سنوات وحتى 14 سنة، حيث قام "فريق ملهم التطوعي" بتأمين المكان والتجهيزات اللازمة من أعلام وحاجيات بما يتناسب مع هذه الذكرى، التي تعتبر عيداً رسمياً بالنسبة للسوريين الثائرين ضد نظام حكم ديكتاتوري.
وبحسب منظمي هذه الاحتفالية, أُعطي الأطفال الدور الرئيس في إحياء هذه المناسبة ليشعروا بدورهم، ولتنقل لهم طابعا إيجابيا عن الثورة وليتولدَ عندهم شعور بأنهم بناة المستقبل.
"أحمد" أحد منظمي الكرنفال: "حرصنا على أن يحيي هذا الكرنفال الأطفال، وقمنا بانتقاء الهتافات والأغاني بعناية، وهي بعيدة عن الدموية والانتقام والحقد، فرب العالمين خلقنا جميعا كارهين للقتل والدماء بالفطرة، وهذا ما ركزنا عليه، بالإضافة لأن يشعر الأطفال بأن دورهم في بناء سوريا المستقبل يبدأ من هنا".
حضر الكرنفال شخصيات سورية متعددة وعدد من المواطنين الأتراك المتضامنين مع الثورة السورية، وركز الحضور على طريقة عرض وتناول الفعاليات بشكل متتالي ولافت بجماليته، حيث كان الأطفال يحملون يافطات تعبر عن الثورة وسلميتها، وعن حقوق الأطفال والنساء والرجال المسلوبة في الحرب، وتضمنت الفعاليات إلقاء قصائد شعرية ومسرحيات قصيرة، ومن ثم دقيقة صمت عن أرواح شهداء الثورة السورية.
"منير" طفل مشارك، يقول: "لقد أخذت أدواراً مختلفة وشعرت بأنني عضواً فعالا في مجتمعي حتى في بلاد النزوح، فاليوم نحيي الذكرى الخامسة من الثورة في تركيا وآمل أن نحيي الذكرى السادسة في بلدنا سوريا."
"بتول" طفلة مشاركة، تقول: "سوريا الحبيبة لنا جميعا، لقد ألقيت قصيدة عن أطفال سوريا، فاليوم الذكرى الخامسة للثورة، فكم من الأطفال جائعين ومصابين ومحرومين من حقوقهم، ربما عبرت عما بداخلي بمشاركتي في هذا الكرنفال وأشكر من أعطاني فرصة لأشارك".
مناطق كثيرة في تركيا شهدت فعاليات مشابهة في هذه الذكرى العزيزة على قلوب جميع السوريين، لكن ما يميز هذه الفعالية المقامة في مدينة الريحانية هي أن الأطفال من قادوها وأقاموها، والكبار كانوا مجرد منظمين وحضور.
"سارة" إحدى الحضور، تقول: "فوجئت بأن الأطفال يعلمون الكثير عن الثورة، حتى أنهم يعلمون أسماء المناطق المحاصرة والجائعة، وهم في هذه الذكرى المجيدة يتضامنون معهم، لا يسعني إلا أن أشكر هذه الثورة التي جعلت من أطفالنا فاعلين في بناء بلدهم".
يذكر أن ثلثي أطفال سوريا ولدوا أثناء الحرب، بحسب الينويسيف، وهذا ما سيضع عقبات بوجه المستقبل القادم في سوريا وربما تكون لمشاركة الأطفال في فعاليات تعرفهم بالثورة دوراً في تجنب تلك العقبات.