أخبار الآن | القلمون – سوريا (أبو محمد اليبرودي)
ضمن مساعي النظام السوري للسيطرة على كل بلدات ومدن القلمون، يقوم بحملة حصار وتضييق مستمر على مدينة "التل" والتي تعتبر آخر معاقل المعارضة هناك، ولأجل ذلك يقوم النظام باقتحام كل المناطق الصغيرة المجاورة للمدينة لقطع كل طرق الإمداد غير الشرعية لها، والتي كان آخرها اقتحام بلدة "عين منين" والتي كانت الرئة التي يتنفس منها أهالي التل في ظل الحصار الأخير المفروض.
فقد استطاعت قوات النظام الأسدي مدعومة بميليشيا الدفاع الوطني الدخول لبلدة "عين منين" ودفع الثوار للخروج منها باتجاه مدينة التل، إلا أن ذلك لم يكن بالسهولة المتوقعة، فقد كانت الفاتورة المدفوعة من قبل النظام والدفاع الوطني كبيرة بالعتاد والأرواح، الأمر الذي انعكس في انتقام النظام من خلال كثافة القصف على البلدة ومداخلها والذي لجأ إليه النظام بعد استعصاء الدخول عليه في الأيام الأولى للمعركة.
قصف وانتقام
يقول "أحمد البيانوني" مدير تسنيقية التل لأخار الآن: "سعى النظام منذ مطلع الأسبوع الحالي للسيطرة على مدينة عين منين وذلك لزيادة الضغط والحصار المفروض على مدينة التل منذ عشرة أشهر، وإن سيطرته على عين منين تعني قطع أحد أهم شرايين الحياة للمدنيين المحاصرين في التل بعد منع إدخال المواد الغذائية إليها عبر حواجز قوات النظام".
ويضيف أن قوات النظام خسرت أكثر من 15 عشر قتيلا معظمهم من قوات الدفاع الوطني مما دفعها لتصعيد القصف على البلدة لينتهي الأمر بدخولهم لها بعد خمسة أيام من القتال المستمر، الأمر الذي جعل حملة الانتقام تكون أقسى بعد دخولهم للمدينة، فقد شنت قوات النظام حملة اعتقالات واسعة طالت كل أقارب وذوي المقاتلين الذين خرجوا من البلدة باتجاه مدينة التل مع حرق عدة منازل تعود ملكيتها لثوار من البلدة.
وينوه "البيانوني" أنه عقب دخول النظام للبلدة استمر بقصف الجبل الذي يفصلها عن مدينة التل بشكل مستمر حتى اللحظة بمدافع 130 ومدافع 23 وذلك منعا لأية محاولة عودة لقوات الثوار عبر الجبل، بالإضافة لضمان قطعه أمام أية محاولات هرب للأهالي الفارين من حملة الاعتقالات التي يشنها في البلدة.
يذكر أن مدينة التل هي آخر معاقل المعارضة في القلمون الغربي، والتي لا تزال تعيش حياة مدنية بشكل كامل وتحكم من قبل كتائب الثوار والذين أعلنوا مرارا أن تواجدهم في المدينة هو فقط لتسيير أمورها وتنظيم أمور المدنيين، ولن يكون لهم أي عمليات لاستهداف قوات النظام في محيطها ولكن في حال أي اعتداء عليها سيكون خيارهم المقاومة، وتحتوي المدينة على أكثر من نصف مليون نازح من الغوطة الشرقية وباقي مدن القلمون الغربي المحتل من قبل النظام.
حصار خانق
وقد نقل البيانوني عن مصدر عسكري في البلدة أنهم في الأيام الأولى تلقوا تهديدات من النظام في إخلاء البلدة إلا أنهم قرروا المقاومة طالما أن المعركة ستكون معارك شوارع، وهذا ما حصل فعلا. ولكن بعد يومين قرر النظام حرق المنطقة بالقذائف وتوعد بقصف الطيران الروسي في حال استمرت المقاومة ليوم آخر، وقد تم خلال المعركة مفاوضة النظام على عدة جثث مقابل وقف الحملة إلا أن النظام أصر على الدخول وأن تسليم الجثث سيكون مقابل معتقلين فقط.
وقد ذكرت تنسيقية مدينة التل أن الحصار لا زال مفروضا على المدينة منذ أكثر من تسعة أشهر، إلا أن الشهر الأخير تضمّن دخول شاحنتي طحين وغاز ضمن اتفاق "حرنة الشرقية" والذي قضى بدخول وفود من النظام السوري مع إعلامه إليها مقابل إدخال المواد الغذائية بشكل مستمر إلى مدينة التل، الأمر الذي أعاد الأمل للأهالي بعد تشغيل الفرن الآلي بعد انقطاع لأشهر طويلة، إلا أن ذلك لم يستمر وتوقفت عملية إدخال المساعدات بعد الشاحنتين الأخيرتين بشكل كامل.