أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة

 

يأتي تأكيد قتل ابو عمر الشيشاني في وقت  تتعاظم  فيه  خسارات داعش و تتقلص فيه المساحات  التي يحتلها داعش.

الأهمية التي اعطيت   لهذا التطور تنطلق من  الدور الذي كان يلعبه الشيشاني كوزير للحرب في تنظيم داعش ، و بالفعل قتله  يعد  خسارة كبيرة للتنظيم الا ان  الإضاءة على ناحية واحدة  من  المسالة لا  يخفي وجود نواح مهمة  اخرى مرتبطة بقتل الشيشاني فما هي اهمية قتل الشيشاني بالنسبة  لداعش ؟ 

قتل ابو عمر الشيشاني  يرسّخ اكثر فاكثر  مسار  فشل داعش . هي احدى اعنف الضربات  التي تلقاها  التنظيم  في ساحة القتال.

فقتل الشيشاني سيعقّد اكثر الصراع  حول مسالة الخلافة  في داعش، و حسم  اشكالية من سيخلف البغدادي.

و في ضوء استهداف قيادات داعش الواحد تلو الآخر فان  العديد  من  مؤيدي التنظيم الإرهابي يرون ان حتى امكانية القضاء على زعيم التنظيم نفسه  – و هذا  ليس بالمستبعد –  تعطي صورة اوضح عن عجز التنظيم عن حماية قادته الرئيسيين .

و لكن في المقابل  هناك مسألة خاصة تتعلق بقتل الشيشاني ، فالتحالف  استهدفه بينما كان  يقود  معركته الفاشلة  في الشدادي ضد  قوات  سوريا  الديمقراطية ، الشدادي الذي جند  داعش لها افضل مقاتليه  للحفاظ عليها  للتعويض على خساراته  المتتالية و للحفاظ على الاراضي التي يحتلها  لكن  الشيشاني نفسه  خسر في الشدادي ، فشل سيؤثر بلا شك في قدرات  المقاتلين  و معنواياتهم  ايضا .

فاليوم يتساءل مقاتلو داعش اذا ما كان الشيشاني نفسه غير قادر على حماية  الشدادي و الحفاظ عليها، كيف يمكن  ان  يصمد التنظيم في مواقع  استراتيجية  اخرى ؟  فبرحيل الشيشاني لن  يبقى من  يحفّز داعش  و  يحفزّ مقاتليه  في ارض المعارك .

محاولة الشيشاني الاخيرة  لإنقاذ الشدادي ، حيث برزت مكامن  ضعف داعش و فشله في هذه  المهمة،  لم  يحمل الا المزيد  من القوة لقوات  سوريا  الديمقراطية  و المزيد من  الوهن  الى داعش . وعلى المدى  الطويل قد يتحول ذلك ليشكل المغزى الحقيقي لقتل الشيشاني

د. هشام الهاشمي الخبير في الجماعات المتشددة