أخبار الآن | حلب – سوريا (لين مراد)
تحت عنوان "صمود مدينة حلب" أقام المجلس المحلي لمدينة حلب بالتعاون مع عدة منظمات، مشروعاً يهدف إلى استغلال أسطح المنازل، وشرفاتها وحدائقها، بالإضافة إلى الحدائق العامة السالمة من القصف، والمساحات الفارغة في المدينة من أجل زراعتها بالخضراوات.
يقول المهندس "مصعب الخلف" لأخبار الآن، وهو أحد القائمين على المشروع :"بدأنا بتنفيذ المشروع منذ أكثر من أسبوعين، وهو يهدف إلى تغطية كافة الأحياء المحررة بمدينة حلب لخدمة الأهالي الذين ما زالوا يسكنون تلك الأحياء، فهذا المشروع هو عامل مساعد في المرحلة الأولى، من مراحل الاعتماد على الذات والابتعاد عن سلل التوسل والانتقال بالمجتمع من المستهلك إلى المنتِج الفعّال".
وفي حديثه عن آلية العمل في المشروع، يقول بأنه مقسمٌ إلى أكثر من قسم؛ القسم الأول والأهم، وهو القسم العملي، وفيه تتم الزراعة في البيوت البلاستيكية من أجل إنتاج شتلات خضروات والتي بدورنا نقوم بتوزيعها على الأهالي.
ومن جانب آخر، نقيم ندوات حقلية وتعليمية للأهالي، باعتبارهم بعيدين عن حقل الزراعة؛ حيث أن مدينة حلب كانت مدينة تجارية وصناعية بالدرجة الأولى، ما جعل الثقافة والوعي الزراعيّ متدنياً إلى حدٍ ما لعدم توفرها في المدينة، فأقوم أنا وعدد من المهندسين بتعريف المواطنين الراغبين في تطبيقه والمزارعين بمواعيد الزراعة وطرقها، بالإضافة إلى طرق الريّ والاهتمام بالشتلاتِ والإنتاج.
استجابة الأهالي للمشروع
وعن استجابة أهالي حلب للمشروع، أضاف:""وجدنا الاستجابة بطيئة نوعاً ما؛ وذلك بسبب أن المجتمع الحلبي مجتمع صناعي وتجاري كما ذكرت سابقاً، ولذلك كانت الاستجابة تسير يبطئ وخاصة بعد زوال شبح الحصار نسبياً وإعلان الهدنة القائمة حتى الآن، بالرغم من أنه قد تم التنفيذ ولكن ضمن المبادرات المقدمة من الأهالي أنفسهم فقط".
وعن سؤالنا له حول استفادة حلب من المشروع إذا أطبق عليها الحصار، أجاب :" نعم لدينا مخزون احتياطي جيد، ونعتقد بأنه سيفي الاستهلاك المحلي بنسبة مقبولة إذا ما حصل حصار لا سمح الله، وحتى دون حصار، إذا تم اعتماد المجتمع على هذا النوع من المشاريع الصغيرة، فسوفي تحقق دخل بسيط للمواطن وبالتالي سينعكس الأمر على سعر الخضروات والمنتوجات التي تقدمها تلك المشاريع التنموية".
وبالرغم من تباطؤ الاستجابة للمشروع، إلّا أننا لاحظنا بداية استجابة فردية من البعض، يقول "عمر أبو محمود" وهو من سكان حي كرم الجبل وأحد المستجيبين للمبادرة، لأخبار الآن: "المشروع هادف، وواجب علينا كأفراد أن نساهم في تطبيقه، خاصة أن حلب في مرحلة حرجة وربما يطبق عليها الحصار في أية لحظة حيث أن احتماله ما زال قائما، ورغم الصعوبات التي واجهتها في تنفيذه، من حيث تأمين مستلزمات الزراعة، والتي سيواجهها الآخرون غيري أيضاً خاصة من يقطنون في أبنية لا تربة فيها".
ويقول عن تجربته في تطبيقه: "قمت بزرع حبوب الخضار في فسحة أمام منزلي، والذي يقع بالقرب من منطقة اشتباكات مع قوات النظام، ولكن تحتاج الأرض لفترة من الزمن كي تنبت ما بذرناه، وتكون سنداً لنا في الأيام الحرجة، أو على الأقل تساند الاستهلاك اليومي".
يتوقع أبو محمود بأن المشروع سيوفر لبعض السكان المنتوجات المزروعة، ولكنه يرى بالمشروع ليس بالكبير حتى يؤمن استهلاك أحياء حلب كاملة، لكنه أيضاً على صعيد آخر مساند بشكل أو بآخر، حيث يأمل أبو محمود تطويره والمساهمة به من جميع سكان حلب.
المشروع ما زال في بداياته، لكنه بذرة أمل ونواةُ لمشروع حلبيّ تنمويّ يتحدى فيها الحرب ويساهم في الحياة.