أخبار الآن | قيصري – تركيا (محمود العبدالله)
بعد دخول الثورة السورية عامها الخامس، يقوم الناشطون السوريون بهذه المناسبة بالعديد من الأعمال والفعاليات كالخروج في المظاهرات للتأكيد على استمرار الثورة وإصرار السوريون على المضي بها حتى تحقيق أهدافها والاستجابة لمتطلباتها.
لكن هنا في مدينة "قيصري" أقام "فريق شباب سوريا التطوعي" عملاً مميزاً ومختلفاً استطاع الشباب السوري عن طريقه إيصال رسائل عديدة وهادفة إلى الشعب التركي في محافظة قيصري التي تحوي آلاف العائلات السورية.
فريق شباب سوريا التطوعي
وجود أكثر من 60 ألف نازح سوري في مدينة قيصري التركية، وقلة أعداد المنظمات والجمعيات التي تقدم لهم الدعم والمساندة، استوجب قيام نشاطات وفعاليات شبابية تعمل لصالح السوريين وخدمتهم.
شكل "فريق شباب سوريا التطوعي" من مجموعة ناشطين سوريين وطلاب جامعيين في مدينة قيصري، من أجل العمل على خدمة السوريين وتقديم المساعدة لهم في جميع المجالات، عن طريق القيام بفعاليات ومهرجانات ثقافية بالإضافة إلى تقديم الدعم المادي للمحتاجين والفقراء.
نائب مدير الفريق "محمد شريتح" قال في حديث خاص لأخبار الآن: "نحن مجموعة من المثقفين والناشطين السوريين في مدينة قيصري نعمل على خدمة أهلنا ومدّ يد العون والمساعدة لهم، كما أننا نركز على الأنشطة الثقافية والعلمية والمهرجانات لنغيّر بعض مفاهيم وانطباعات الأتراك تجاه أهلنا السوريين، ونأمل أن يحقق فريقنا نجاحاً في هذا الموضوع ويقدم شيئاً جميلاً للسوريين هنا".
الورود في ذكرى الثورة
استغل "فريق شباب سوريا التطوعي" ذكرى انطلاقة الثورة السورية ليقوموا بفعالية "الورود في ذكرى الثورة" بهدف إيصال رسائل تحمل المحبة والسلام والإخاء والاعتراف بالجميل لتركيا حكومة وشعباً على ما قدموه للسوريين هنا.
"عبد الكريم الخلف" أحد المنظمين لهذه الفعالية قال في حديث خاص لمراسل أخبار الآن: "نحن كفريق شباب سوريا التطوعي قررنا عمل شيء جديد يخدم أهلنا وثورتنا في الذكرى الخامسة لها، فكانت هذه الفعالية التي بدأت في صباح يوم 18 آذار الحالي، حيث قمنا بشراء الورود وتغليفها ووضع بطاقة شكر وعرفان في كل وردة، ثم قمنا بتقسيم الفريق إلى مجموعات وانطلقت كل مجموعة إلى منطقة محددة وبدأنا بتوزيع الورود على الناس في المؤسسات الحكومية والأسواق والأحياء السكنية واستهدفنا بتوزيعنا لهذه الورود جميع الفئات العمرية والمجتمعية، وقد استغرق عملنا هذا يوماً كاملاً".
وأضاف "الخلف": يعتقد بعض الأتراك هنا باعتقادات وأفكار خاطئة تجاه السوريين وثورتهم، فحاولنا نحن بهذه الفعالية تصحيح بعض هذه المعتقدات والأفكار وأوصلنا لهم رسالة: أننا شعب يحب السلام وما شارك بهذه الحرب إلا لأنه أجبر على المشاركة فيها". ويضيف: "كما أظهر الفريق بفعالية الورود الود والحب والتقدير للأتراك وبيّن لهم أن الشعب السوري لا ينكر الجميل ولا ينسى من وقف معه وسانده وأنه مستعد لشكره كلما سنحت له الفرصة".
نائب محافظ مدينة قيصري "محمد أمين أفجي" قال في حديث خاص لمراسل أخبار الآن: "أتوجه بالشكر الجزيل لـ "فريق شباب سوريا التطوعي" على هذه اللفتة الطيبة الجميلة التي قاموا بها، وبالطبع فإن السوريين هم ضيوفنا وهم إخوتنا ونتمنى لسوريا الاستقرار والأمان والخير".
"عائشة" معلمة تركية في مدارس قيصري قالت أيضاً: "سررت جداً عندما رأيت شباب سوريون يحملون الورود ويهدونها لنا بمناسبة ذكرى ثورتهم، فهم بالفعل دعاة سلام ومحبة ويحبون الاستقرار والأمان والخير للإنسانية".
تعتبر هذه الفعاليات والنشاطات ذات أهمية كبيرة لما لها من نتائج إيجابية تعكس أخلاق الشعب السوري وقيمه، وتعبر في الوقت نفسه عن ثقافة شبابه وسعيهم لخدمة مجتمعهم وأهلهم وإعطاء صورة حسنة عنهم.