أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله) 

أربعة أشهر مضت على العمليات العسكرية التي شنتها قوات النظام المدعمة بالميليشيات الإيرانية والطائفية وتحت الغطاء النيراني المدفعي والجوي، استطاعت قوات النظام السيطرة على العديد من المواقع الإستراتيجية الهامة، بينما يحاول حتى الآن السيطرة على البعض الآخر.

توقفت المجابهات العسكرية بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي بين الثوار وقوات النظام وخصوصاً بعد سحب القسم الأكبر للطائرات والمعدات الروسية من سوريا، حيث عادت الطائرات الحربية التابعة للنظام وبشكل خفيف لقصف بعض الأهداف التي ترصدها طائرات الاستطلاع.

بينما يستمر القصف العشوائي والمركز على المناطق المدنية والتي تعج باللاجئين الهاربين من نيران الحرب، على الشريط الحدودي التركي، حيث تم تسجيل قصف قوات النظام لمبنى المجلس المحلي لمدينة اللاذقية والتابع للائتلاف المدني، واقتصرت الأضرار على الماديات، ويذكر أنها الأولى التي يطال القصف هذا العمق.

ويروي "أبو جمال" أحد القادة العسكريين المتواجدين في ريف اللاذقية الأوضاع العامة في الريف: "بعد انسحاب قسم كبير من القوة الروسية من مطار حميميم، تقلص بشكل كبير عدد الطلعات الجوية واستعاض النظام عنها بطائراته القديمة علّها تسد النقص الروسي، وقد اعتدنا على القصف الروسي الحديث، فلن يهمنا بعد الآن طائرات النظام المتهالكة وقذائفها".

ويكمل "أبو جمال": "ونظراً للكلفة المادية الكبيرة للغارات الجوية فقد لجأ النظام إلى القذائف المدفعية العشوائية على كامل الريف، وخاصة القرى والمخيمات الحدودية على الشريط الحدودي، واستهداف الطرق الواصلة العامة الواصلة بين مناطق الريف".

أوضاع صعبة على المدنيين وارتفاع كبير للأسعار

بعد موجة الأمطار والرياح التي اجتاحت المنطقة الأسبوع الماضي، ازدادت معاناة اللاجئين على القرى الحدودية، حيث ازدادت الحاجة للمخيمات القماشية بدلاً من التي تضررت، مع ارتفاع الأسعار الكبير وخاصة بعد ارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي والذي بلغ على إثره الدولار إلى 450 ليرة.

ومع فقد بعض المواد الأساسية والتموينية بسبب انقطاع الطرقات الواصلة بين ريف اللاذقية وريف إدلب "والذي يعد السوق التجاري للمنطقة"، واستهداف السيارات الناقلة للبضائع والمحروقات بالصواريخ الحرارية، توقفت أغلب التجار واستغنوا عن التجارة في المنطقة.

ويروي "أبو أحمد" أحد سكان المخيمات: "الأوضاع أصبحت لا تطاق، فبالرغم من تغطية المؤسسات الإغاثية للعديد من متطلباتننا، لكن هناك العديد من المواد الواجب شرائها، فهي إما مفقودة، أو ارتفعت أسعارها إلى الأضعاف، ومعظم اللاجئين في المخيمات لا يمتلكون العمل، ويعتمدون على النقود التي ادخروها وأغلبها من العملة السورية التي تفقد قيمتها تدريجياً".