أخبار الآن | معرة النعمان – ريف إدلب الجنوبي – سوريا (معاذ الشامي)
مختلفٌ هو عيدُ الأم في سوريا عن باقي العالم، فعوضاً عن الفرحةِ بمعايدةِ أبنائهن، يزدادُ حزنُ من فقدنَ أولادَهُن من أمهاتِ سوريا خلال حربٍ يشنها النظام وحلفائه على الشعب السوري على مدى سنواتٍ خمس.
أم أحمد، عايدت إبنتها نور الهدى، التي كان مفترضاً أن يكون عمرها الآن أربع سنوات ونصف، عايدتها على قبرها الذي ودعتها إليه قبل ثلاث سنوات بعد قصف طال منزلهم.
قصة أم أحمد في تقرير مراسلنا معاذ الشامي من ريف إدلب.
أم أحمد لم يكن عيدها اليوم كباقي أمهات العالم الذين يزورهم أولادهم ليقبلوا أيديهن مع قدوم كل عيد للأم، لكن أم أحمد اليوم هي من تزور طفلتها " نور الهدى " في قبرها بعد أن فقدتها بغارة جوية من طيران النظام الحربي على منزلهم منذ ثلاث سنوات في مدينة معرة النعمان بريف ادلب الجنوبي ..
أم احمد اليوم تستعيد ذكريات سنة ونصف قضتها مع طفلتها نور قبل أن تفقدها بلمحة البصر .. تقول أم أحمد " كانت ابنتي نور الهدى تهلع إلي مع أخواتها في عيد الأم لتقبل يدي دون فهم ما كانت تفعل لصغر سنها , لكنها كانت عندما ترى أخواتها تركض معهم لتقبلني بحرارة . وتقول بكلمات غير مفهومة " كل عام وانتي بخير يا ماما "
كنت أحلم أن أراها شابة في زهوة عمرها تملأ المنزل الذي فقد البسمة بعد فقدانها .. في كل يوم كانت تكبر ابنتي كانت تكبر معها احلامي بكثير من الامور كما تحلم كل أم أن ترا ابنتها يوما " تلعب معها تعلمها تساعدها وتكبر معها "
لكن الطيران الحربي دمر احلام أم أحمد وجعل من الشئ التي كانت تعتاد عليه أم أحمد حلما صعب المنال فلا شيئ يعوضها عن فلذة كبدها التي لم تعد قادرة على رؤيتها بعد اليوم , ليست أم أحمد الوحيدة فما هي إلا واحدة من بين آلاف الأمهات السوريات اللواتي فقدن أبناءهن في هذه الحرب التي طالت لخمسة أعوام، وتبقى الدموع ساخية على أعينهن , ويبقى الألم صاخبا في قلوبهن ساكنا صامتا الى يوم اللقاء وإن طال.