أخبار الآن | درعا – سوريا (اسماعيل الكركي)
تزامنا من دخول الثورة السورية عامها الخامس، تستمر أزمة الاقتتال الدائر بين لواء"شهداء اليرموك" المتهمة بمبايعة داعش وخلاياه المنتشرة بكثرة في ريف درعا الغربي من جهة، وبقية الفصائل الثورية العاملة في الجنوب السوري من جهة أخرى، فبعد إعلان فصائل منطقة "الجيدور" القضاء على خلية مدينة "إنخل" مساء الجمعة الفائت، شهدت أطراف بلدة تسيل اشتباكات عنيفة بين "جيش الفتح الجنوبي" ولواء "شهداء اليرموك" أدت إلى مقتل عدد من عناصر الطرفين وانتهت بسيطرة الأخير عليها.
تداعيات السيطرة على منطقة حوض اليرموك
إعلان لواء "شهداء اليرموك" السيطرة على منطقة حوض اليرموك وملاحقة كل من يرفض مبايعته أواخر عام 2014، دفع فصائل المنطقة الجنوبية ومحكمة "دار العدل" -الهيئة القضائية العليا التي اجمعت عليها معظم تلك الفصائل– إلى اتهامه بمبايعة داعش وملاحقة خلاياه المنتشرة في بقية المناطق، واعتبارها المسؤول عن معظم حالات الاغتيال التي شهدها الجنوب مؤخرا. وقد أعلنت فصائل منطقة "الجيدور" في ريف درعا الغربي مساء الجمعة الفائت عن تفكيكها خلية مرتبطة باللواء وقتل متزعمها المدعو "مالك الفيصل " مع عدد من عناصره وأسر الباقين بعد محاولتهم السيطرة على مدينة "إنخل" وإعدامهم لرئيس مجلسها المحلي المهندس "بشار الدوخي" وعدد من المدنيين.
العقيد "صابر سفر" أحد قيادي الجبهة الجنوبية، أكد في تسجيل صوتي نشره بعد الحادثة بساعات على ضرورة تحرك كافة الفصائل لمنع تقدم لواء "شهداء اليرموك" إلى مناطق جديدة، والسعي لتفكيك بقية الخلايا المرتبطة به، وقد شهدت مدينة "طفس" اشتباكات عنيفة بين فصائل الجيش الحر هناك وكتيبة "حمزة أسد الله" المتهمة بتبعيتها للواء.
الناشط الإعلامي "أبو رامي البردان" أحد أبناء مدينة "طفس" ذكر لمراسل أخبار الآن أن الاشتباكات أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر من الجيش الحر وأحد المدنيين وأضاف أن مقاتلي الكتيبة استخدموا عددا من عناصر فرقة "شباب السنة" المحتجزين لديهم كدروع بشرية بعد محاصرة فصائل المدينة لمقراتهم.
ردة فعل شهداء اليرموك وبقية خلاياه
بعد مقتل وأسر عدد من مقاتلي الخلايا التابعة له في مدينتي "انخل" و"طفس"، قام مساء أمس اليوم الإثنين أحد العناصر التابعيين للواء" شهداء اليرموك" المدعو "أبو همام الأنصاري" وعمره 14 عاما بتفجير سيارته المفخخة في حاجز "الطيرة" التابع للواء "مجاهدي حوران" والواقع بين مدينتي "جاسم" و"انخل"؛ بينما شن لواء "شهداء اليرموك" هجوما واسعا على بلدة تسيل الواقعة تحت سيطرة "جيش الفتح الجنوبي" واستمرت الاشتباكات حتى صباح اليوم، ما أسفر عن مقتل القائد العسكري لجبهة النصرة "طارق مسالمة أبو صلاح" مع عدد من عناصر الطرفين وسيطرة اللواء على البلدة بالكامل.
يذكر أنه تم مؤخرا تعيين "أبو عبد الله المدني" مسؤولا عاما عن اللواء، وهو سعودي من المدينة المنورة انشق عن جبهة النصرة بدرعا منذ سنتين بسبب خلاف مع شرعييها بسبب رفضهم تطبيق الحدود في حالة الحرب.
وفي سياق متصل، أكد لنا الناشط الإعلامي "حمزة الفرج" عضو المكتب الإعلامي التابع لألوية العمري، أن الفصائل المرابطة في منطقة "اللجاة" شمال شرقي محافظة درعا، تمكنت من قتل ثمانية عناصر تابعين لداعش وأسر عنصر وتصفيته مباشرة، وذلك بعد محاولتهم التقدم باتجاه بلدتي "الظهر" و"المدورة" الواقعتين تحت سيطرة "جيش أحرار العشائر".
تعيش معظم مدن وبلدات محافظة درعا حالة من الانفلات الأمني والتوتر غير المسبوق، نتيجة قيام جماعات معادية لفصائل الجيش الحر ومتهمة بارتباطها بداعش بالتحول من استراتيجية الاغتيال المنظم إلى حرب العصابات والعمل على ايجاد تواصل جغرافي بينها، في الوقت الذي أعلنت فيه عدة تشكيلات عسكرية نيتها التخلص من تلك الجماعات ومشاركتها بمعركة حوض اليرموك.