أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (جابر المر)
في حديثه الأخير عن السوريين، صرح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أن دولته ستمنح الجنسية التركية للاجئين السوريون دون أن يحدد الآلية التي سيتم من خلالها ذلك، وتابع حديثه أن الأسد هو الإرهابي الذي عليه الرحيل من سوريا، وفي حديثه عن التجنيس أضاف أن تركيا تريد الاستفادة من العقول والخبرات السورية الموجودة هنا، أكثر من رغبتها بسفر هذه العقول.
اللجوء على الطريق
من يحاول التوغل في حياة اللاجئين السوريين في تركيا سيلاحظ أنهم يعيشون حياة كريمة فيما لو قيست باللجوء إلى دول الجوار العربي، كلبنان والأردن مثلا، فتركيا بلد أكبر وينعم باقتصاد يسمح له باستقبال أعداد غفيرة من السوريين، كما أن سياسته الحالية القائمة على الانفتاح على الجنوب والشرق "أي العالم العربي والإسلامي" تجعل موقفه أكثر إنسانية بالعلاقة مع اللاجئ السوري، أما بالمقارنة مع دول غرب أوروبا التي عُرف عنها عراقتها باستقبال اللاجئين وتحسين ظروف حياتهم فقد يبدو الوضع في هذه الحالة غير قابل للمقارنة لعدم عدالتها. لكن معظم ما يجبر السوريين على الذهاب صوب تركيا هو أنها في طريقهم لأوربا، فما ،ن تحسنت ظروف اللاجئ فيها حتى قرر المغادرة منها بشكل غير شرعي نحو الغرب.
أُغلقت طرقات أوروبا وبات اللاجئ السوري أمام خيار البقاء في تركيا، لذا كان من المهم جدا تصريح الرئيس التركي المطمئن للسوريين عموما أن التجنيس للسوريين قادم، وهو الميزة التي تمنحها الدول الأوروبية الغربية وتجعل المخاطرة بالذهاب إليها عن طريق تجار البشر مستحقة من وجهة نظر اللاجئ.
لا خيار للاجئ السوري اليوم سوى الانتظار لكي يرى ما الذي ستقدمه الدولة التركية بعد الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وهل ستكون فعلا من أجل توطينه في تركيا وتقديم الحياة الآمنة له على الأقل.
"صفوان المربي" أحد العالقين في تركيا بعد أن أغلق الطريق، يقول: "يبدو كلام الرئيس التركي مطمئنا بهذا الصدد، أنا أتعرف على تركيا اليوم بعد أن علقت فيها وأتمنى أن تكون الحياة أفضل هنا من أوربا، وأن تكون الأمور مضت لصالحنا بعيدا عن مافيات التهريب".
الكلام يحتاج بوادر تسبقه
من جهة أخرى، فإن الكثير من السوريين يشعر بالتشاؤم إزاء إقامته في تركيا وعدم قدرته على مغادرتها بعد الآن، أغلب المتشائمين أمضى أكثر من سنة في تركيا وبات يعرف الأوضاع القانونية فيها جيدا، ويعتبر أن لا بوادر سبقت كلام الرئيس أردوغان، وأن كلامه يبدو كما لو أنه جاء لتهدئة الأشخاص الذين ظنوا أنهم سيكونون عابرو سبيل وأصبحوا لاجئين هنا.
"أحمد العموري" فلسطيني سوري يعمل في مخبز، يقول: "أنا كفلسطيني سوري لا أملك أية أوراق قانونية، ولم تضمن لي تركيا عدم إعادتي إلى سوريا حتى هذه اللحظة، أخاف من أن تتخذ الحكومة التركية قرار بطردها لنا ولا نستطيع إزاء الأمر شيئا".
"عائشة محمد" تعتبر إقامتها في تركيا قلقة، وتقول: "قبل أن يعدوا بتجنيسنا فليسهلوا علينا استصدار الإقامة، أو فليعيدوا لنا حق امتلاك حساب بنكي، أنا لا أستطيع استلام حوالة مالية إلا بعد جهد جهيد والسبب أني سورية".
"خالد عميّان" يقول: "أنا متفائل بكلام أردوغان وأشعر أنه حقيقي، لكن ما يدفعني للتشاؤم هو أن ما يطرحه الرئيس أردوغان بحاجة لوقت، وخلال هذا الوقت نحن لا نعلم ما الذي علينا أن نقوم به بالضبط، ومن ناحية أخرى فهو وعد أصحاب العقول بالتجنيس، كيف يضمن المرء أن هذا الكلام سيطاله، وهل سيكون التجنيس اختياريا ووفق معايير محددة، لا أريد أن أصعّب الموضوع لكني أرى أن لا بوادر لكلام أردوغان بالمدى المنظور".
لا يخفى على أحد أن كلام الرئيس التركي كان مثار أمل للمتفائل والمتشائم على حد سواء، وأن معظم السوريين يرغبون بالبقاء في تركيا في حال وفرت تركيا لهم المزيد من فرص العمل على الأقل، ونصف امتيازات الدول الأوروبية من حيث الأوراق الثبوتية والعيش الآمن.