أخبار الان | دبي – الامارات العربية المتحدة – (أحمد التيجاني)

منذ اعلان تنظيم داعش احتلاله الكامل لمدينة سرت الليبية والى يومنا هذا بات السكان يواجهون مختلف صور البطش مما أدى إلى كارثة انسانية داخل المدينة والنزوح المستمر منها نحو المدن الاخرى .

لم يتوقف سيلُ الانتهاكات الجارف و الجرائمِ التي يرتكبها تنظيم "داعش" بمدينة سرت عند قمع الحريات العامة واعتقالات المدنيين والاغتيالات المنظمة لأفراد الأمن والجيش، بل تجاوز ذلك الى ممارسة شتى انواع التعذيب والتنكيل والإرهاب النفسي على أهالي المدينة، بالاضافة الى التضييق عليهم في كل مجالات الحياة ، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية للمدنيين، ونزوحهم الى خارج المدينة.

من كتب لهم البقاء من الساكنة، بدورهم في وضع لا يُحسدون عليه، فالسمة البارزة للحياة هنا هي الشح الحاد في المواد الغذائية، وصعوبةُ المعيشة ،وعملياتُ السطو المتواصلة من قبل الدواعش، في الوقت الذي تم فيه تعطيل كل المستشفيات بالمدينة  وقلَّ الواء وغاب الأطباء وطواقم التمريض.

هذا بالاضافة الى مطاردة أفراد الجيش الليبي السابق والحقوقيين ورجال الشرطة ومحاولة القبض عليهم وقتلهم باعتبارهم طواغيتَ على حد وصف التنظيم الذي انتهج سياسة استيطانٍ بالمدينة من خلال  تهجير السكان والإستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم وتسليمها للدواعش القادمين من جنسيات عربية وافريقية.

الأدهي والأمرُ هو  تدريب الأطفال والشباب على حمل السلاح في معسكرات داعش بمدينة سرت، وإجبار الأهالي على حضور دروس دينيةٍ متطرفة المنهج عقبَ أداء وصلاة العصر وحتى صلاة المغرب، بالتوازي مع التدخل في مناهج التعليم المدرسي، وإلغاء بعض المواد الدراسية، وفرض مناهج متطرفةٍ ومُنافية للمألوف في باقي مدارس المدن الليبية، أما فرضُ فرض النقاب المعتم على كل النساء وحتى الفتيات والبنات صغار السن ومعقابتهن بالجلد على المخالفه فهو من أولوياتِ السلوك الداعشي.

  وضمن سياسته لجمع الاموال يُجحف  تنظيم داعش بالمواطن الليبي بفرض الإتاوات والضرائب على الساكنة، وإرغام التجار على دفع الجزية رغم غلقِ المصارف منذ أكثر من عامين، وغياب الأموالِ والمرتبات، كما عمدَ التنظيم، بحجة تغيير المنكر، إلى اغلاق الكثير من المحلات التجارية وخاصةً مايحتوي منها على البضائع النسوية .

ورغم الدعاية المكثفة التي يحاول داعش  الترويج لها من خلال استعراض بسط سيطرته على سرت وغيرها من المدن الليبية، يبقى التنظيم يدفع ثمن ممارساته الوحشية،  حيث شهد سلسلة اغتيالات غير مسبوقة في صفوف قادته، وتكبد الكثير من الخسائر والنكبات، لتبقى محاولاته لتثبيت قدميه في ليبيا و شمال افريقيا امرا محكوما عليه بالفشل الذريع.