أخبار الآن | القلمون – سوريا (أبو محمد اليبرودي)

لم تختلف الهدنة المنعقدة في الزبداني ومضايا كثيرا عن باقي الهدن التي عقدت في باقي الأرجاء السورية من حيث التزام حزب الله والنظام السوري بها، فقد تكررت خروقات حزب الله في الفترة الأخيرة بشكل مستفز من خلال استهداف سكان البلدتين بشكل مباشر وذلك في ظل التزام مسلحو المعارضة بشكل كامل بتفاصيل الهدنة.

فمنذ عدة أيام قام أحد عناصر حزب الله باستهداف أحد أهالي مضايا بالقناصة مما أدى لإصابة الفتاة "ريم الحجو" ابنة الأربعة أعوام إصابة بالغة مع منع دخول طواقم إسعاف الهلال الأحمر من الدخول إلى البلدة وإنقاذها حتى نهاية اليوم لينتهي الأمر بها في مشافي دمشق بحالة صحية حرجة.

قنص للسكان

لم تكن حادثة استهداف "ريم" في مضايا هي الخرق الأخير، فلقد كان الخرق الأكبر في الزبداني عندما استهدف قنّاص حاجز المستوصف المحاصرين في البلدة بشكل عشوائي ما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين.

وعن الحادثة تقول "مريم الزبداني" عضو تنسيقية: "أن القناص تعمد استهداف بعضا من سكان البلدة العزّل والمحاصرين ضمن مساحة ضيقة لا تتجاوز الكيلومترات المربعة داخل أحياء البلدة، ما أدى لاستشهاد كلا عبد الكريم علوش وجهاد عواد والطبيب محمد الخوص عضو الهيئة الطبية في الزبداني بالإضافة لإصابة ثلاثة آخرين".

وتقول مريم أن ثوار الزبداني تعمدوا عدم إظهار السلاح أو الرد على مصدر إطلاق النار تجبنا لردود الأفعال وتحويل الحادثة إلى معركة يسعى النظام لها لإجبار الثوار على فتح معركة الزبداني مجددا ليقوم بقتل كل المحاصرين بحجة هجوم الثوار، وما زاد الأمر صعوبة تعمد استهداف قناصة حزب الله لكل من يحاول سحب جثث الشهداء أو إسعاف الجرحى ما استغرق وقتا طويلة لإسعاف الجرحى و زاد وضعهم سوءا.

وتضيف مريم أن المشكلة تكمن في ضعف الإمكانات الطبية داخل البلدة، فبالرغم من المساعدات الطبية التي أدخلتها قوافل الأمم المتحدة إلا أنها ليست كافية ولا تفي بالغرض للحالات الطبية الحرجة كحال المصابين من حالة القنص الأخير.

وأشار ناشطون أن الرد على خرق الهدنة في الزبداني أتى من قبل جيش الفتح في الشمال السوري من خلال استهداف بلدتي "كفريا والفوعة" بالعديد من القذائف المدفعية وصواريخ فيل، وذلك تعبيرا عن عدم سكوتهم عن اغتيال ثلاثة من نخبة الثوار في بلدة الزبداني.

استنزاف للكوادر

وفي سياق الخرق الأخير، أصدر "عامر برهان" مدير الهيئة الطبية في الزبداني بيان تعزية باسم الهيئة لفقدان الطبيب "محمد الخوص" مشيرا فيه إلى الخسارة الكبيرة التي فقدتها الزبداني وثورتها بفقدان الطبيب محمد، والذي راح ضحية استخفاف حزب الله بالهدنة وغدره بالملتزمين فيها من المعارضة المحاصرين داخل الزبداني.

وأشار برهان إلى الدور الكبير الذي كان للطبيب محمد الخوص في المجال الطبي والكم الكبير من الخدمات الطبية والعمليات الجراحية التي أجراها خلال السنوات الماضية لمصابي الزبداني، والتي كانت سببا في إنقاذ حياة المئات من الحالات الخطرة في الزبداني، وبفقدانه سيكون هنالك فراغ في الجانب الطبي بعد أن كان يملؤه الطبيب محمد قبل استشهاده.

ونوه برهان إلى أن عدد الشهداء قد وصل منذ بدء إعلان الهدنة في الزبداني ومضايا إلى أكثر من 100 شخص قضوا إما بالاستهداف المباشر أو بسبب انعكاسات الجوع والحصار.