أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)
سوريا ذلك البلد الذي يمثل موطن بعض اقدم الحضارات الأكثر تقدما في العالم، مرت بفترات تاريخية عبر الاف السنين، وترك تعاقب تلك الحضارات عليها ثروة من المواقع الأثرية التي لا ينتمي فقط الى سوريا وانما هو إرث ثقافي لا يخضع للجغرافيا والتاريخ . فهل تستطيع هذه الكنوز الانسانية ان تصمد إلى أجيال مقبلة امام وجه داعش الحقيقي: السرقة والتربح من بيع التراث السوري؟
جزء من الكارثة الانسانية التي تعيشها سوريا الآن تتمثل في التهديد الذي تتعرض له القطع والمواقع الأثرية والثقافية في البلاد. خطر حذرت منه اليونيسكو التي اوردت ست مناطق اثرية، تشمل 46 موقعًا والمئات من المباني التاريخية، مسجلة على قائمتها للتراث العالمي.
الارث الحضاري السوري مهدد بالاندثار وجهود أممية مبذولة لحمايته
هذه المواقع الأثرية على اهميتها التاريخية والانسانية تسقط أهميتها في فكر داعش الذي لا يعترف بالثقافة والفن والابداع ولكنها تدخل في حساباته ومصالحه.
تنظيم داعش المتشدد، الذي عودنا على التناقضات بين أقواله وأفعاله، فبينما يزعم ان المواقع الأثرية والآثار خاصة منها التماثيل تذكر بعصور الجاهلية وعبادة الاصنام ولا تمت للاسلام ، يسرق من الاثار ما خف وزنه وسهل نقله ويهربها من اجل بيعها في السوق السوداء وتمويل هجماته الارهابية.
ووفق خبراء التحف القديمة فقد أصبح نهب وبيع التحف الفنية من سوريا تجارة مزدهرة بالنسبة إلى داعش وهو ما يساهم بدرجة كبيرة في تدفق الاموال عليه و التي جعلت من هذا التنظيم الإرهابي الأثرى من حيث السيولة النقدية في العالم.
استراتيجية كاملة يعتمدها داعش في هذه التجارة اللامشروعة حيث يؤجِرُ فرق النهب الخاصة به للكشف عن القطع الأثرية ومن بعد ذلك يبيعها عبر شبكة من السماسرة والوسطاء. إضافة إلى ذلك يفرض التنظيم الإرهابي ضرائب على الناهبين المحليين بنسبة تتراوح بين 20 و50 بالمئة من أي شيء يبيعونه.
لكن كم يجني داعش من عملية نهب الآثار؟
المعلومات في هذه المسألة متفاوتة ، ومن ذلك نجد أن مبادرة استعادة الممتلكات المسروقة المشتركة بين البنك العالمي والأمم المتحدة تستشهد بتقارير تكشف أن القطع الأثرية المسروقة من البنوك فحسب جلبت له قرابة 36 مليون دولار…
ووفق تقارير مختصة يغذي نهب التحف القديمة خاصة من سوريا والعراق سوقا سوداء بقيمة 7 مليارات دولار، وجزء من تلك الأموال تنتهي في جيوب الإرهابيين، بعد أن كانت تلك المواقع الاثرية مصدر دخل قومي لسوريا.
الدمار الذي يلحق بالمعالم الأثرية في سوريا وفق المراقبين يعد أكبر تدمير ثقافي منذ الحرب العالمية الثانية، فيما تقول منظمة يونيسكو التابعة للأمم المتحدة، إن 5 من 6 مواقع أثرية في سوريا تعرضت لتدمير كبير.
تدمير داعش ونهب المواقع والقطع التي جرت المحافظة عليها لآلاف السنين يهدّدان سوريا بفقدان هويتها وتراثها الثقافي وملامح تاريخ عظيم لن يُعوض ولن تراه الأجيال المقبلة.