أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (أحمد أمين)

أطلقت "منظمة سوريا للإغاثة والتنمية" في ريف إدلب حملة واسعة شملت العديد من قرى ومدن وبلدات المحافظة وهدفت الحملة إلى نشر الثقافة المجتمعية وزيادة الوعي الأسري والمجتمعي الذي يهدف إلى تطوير آلية تفكير الأسرة السورية الموجودة في الداخل، وتنبيهها لأهمية تنظيم الأسرة أو المباعدة بين المواليد في الوقت الحالي في ضبط المجتمع وتنظيمه.

واستهدفت الحملة الآباء والأمهات بالتحديد لتوعيتهم بجدوى التخطيط والتوازن الأسري الذي يضمن رفاهية الأسرة من جانب وربما يساهم في تقليص نسبة الوفيات من الأمهات والأطفال في جانب آخر .

وحدثنا "عقبة الدغيم" مدير الحملة عن أهدافها قائلا: "إن الهدف الرئيسي من حملة تنظيم الأسرة يأتي في سعينا إلى توجيه الأسر التي تبدو غير جاهزة لأن يكون لديها أطفال كثر، وخاصة في واقع مثل الواقع السوري؛ الذي تعاني فيه العديد من الأسر من تبعات النزوح والتشرد وانعدام مصادر الدخل وغياب المؤسسات والهيئات التي تستطيع الاعتناء بالأطفال وتقدم لهم الخدمات الصحية والتعليمية، ومواجهة حالات الوفيات في صفوف الأمهات الحوامل واستكمال السعي لتوفير حزمة من الخدمات الصحية الإنجابية كافة".

وقد بدأت الحملة بستة من مراكز الصحة الإنجابية في حلب وإدلب، وتم تزويد هذه المراكز بفريق لتنظيم الأسرة، حيث خصصت عيادة خاصة في كل مركز بالإضافة إلى ست فرق جوالة تقدم خدمات طبية في عدة مناطق، بالإضافة لوجود مختصين بالإرشاد النفسي ومدربين لتقديم المشورة والتوعية الصحية اللازمة.

"مريم فتح الله" هي إحدى المستهدفات بالحملة، قالت لأخبار الآن أنها استفادت بشكل كبير من التعليمات والإرشادات التي اطلعت عليها من خلال الحملة، ودعت كل العائلات التي تبحث عن الراحة الأسرية أن تعتمد مبدأ تنظيم الأسرة لأهميته في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، ولأن في هذا الأمر فائدة كبيرة على الأم بالذات من ناحية تقليل الأعباء التي تقع عليها والراحة النفسية والجسدية والفائدة التي تعود على الأطفال في إمكانية الاعتناء بهم وتعليمهم ورعايتهم بشكل أكبر.

وقد صادفت الحملة صعوبات ومعوقات كثيرة أثناء تنفيذها في مرحلتها الأولى، نظرا لعدم تقبل المجتمع في محافظة إدلب لهذه الأفكار، ونتيجة العادات والتقاليد السائدة في المجتمع والتي تشجع على الإكثار من إنجاب الأطفال وتعتبر موضوع تنظيم الأسرة من المواضيع المحرمة والتي يروج لها الغرب وهي أفكار مستوردة لا تتناسب مع الثقافة والمجتمع، ويعبر "أبو خالد" أحد أبناء قرى ريف إدلب عن ذلك بقوله أن هذه الحملة (غلط بغلط) ويرجع السبب في ذلك أن أعداد كبيرة من الشباب قتلوا بفعل القصف والمعارك الدائرة ويجب أن يتم تعويضهم من خلال تزويج الشباب بكثرة وازدياد حالات الإنجاب والولادات.