أخبار الآن | الموصل – العراق – (صحف)
بدأ تنظيم داعش بتنفيذ عمليات إعدام جماعية تستهدف عشرات الشباب في مدينة الموصل شمال العراق، رداً على العملية العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية الأسبوع الماضي لاستعادة المدينة، في حين يفر الآلاف من مناطق المعارك في محافظة نينوى.
وكانت القوات العراقية فتحت جبهة جديدة لطرد تنظيم داعش من المحافظة وكبرى مدنها الموصل، فيما أعلنت الشرطة العراقية أمس، مقتل أربعة عراقيين وجرح 18 آخرين في هجمات متفرقة بعبوات ناسفة شهدتها مناطق بمدينة بغداد.
وأفادت وسائل اعلام نقلاً عن مصادر داخل المدينة التي يحتلها التنظيم منذ يونيو 2014، بأن داعش بدأ بإعدامات جماعية للشباب، وفرض الإقامة الجبرية على العائلات ومنعها من مغادرة المدينة.
ولم تمنع هذه الإجراءات مئات من أبناء القرى والمدن المحيطة بالموصل والخاضعة لداعش من محاولة الخروج منها، إذ قال عضو مجلس محافظة نينوى علي خضير أحمد، إن نحو ثلاثة آلاف شخص نزحوا من القرى القريبة من قضاء مخمور باتجاه قوات الأمن العراقية نتيجة المعارك الدائرة هناك ضد داعش.
وتصل العائلات على متن شاحنات صغيرة وأحياناً يجلبون معهم قتلى أو جرحى ووجوههم يغطيها الغبار بعد عبورهم خطوط التماس باتجاه قوات البيشمركة الكردية.
وتستقبل قوات البيشمركة في مخمور، جنوب شرق الموصل، أعداداً متزايدة من المدنيين الفارين من العمليات العسكرية التي بدأت الخميس بقيادة الجيش وتهدف الى استعادة السيطرة على الموصل، المعقل الرئيسي لتنظيم داعش.
وأطلقت القوات العراقية بمشاركة أبناء عشائر من المحافظة عملية عسكرية انطلاقاً من قضاء مخمور باتجاه بلدة القيارة (60 كلم جنوب الموصل) بهدف استعادة السيطرة على نينوى التي استولى عليها المتشدّدون خلال هجوم كاسح في يونيو 2014. وأعلنت السلطات أن العملية تشكل المرحلة الأولى لاستعادة السيطرة على الموصل، ثالثة مدن العراق، التي أعلنها التنظيم مركزاً لما يسميها «الخلافة».
وعلى متن إحدى الشاحنات التي وصلت عبر طرق ترابية الى الخطوط الأمامية، كانت هناك أربع نساء وعشرة أطفال ورجل ملتح يرتدي دشداشة تقليدية صفراء ملطّخة بالدماء. وفور توقّف الشاحنة صرخت إحدى العجائز بأن فتاة أصيبت لدى فرارهم بشظايا قذيفة أطلقها عليهم عناصر التنظيم لمنعهم من الهرب. ولما كشف والد الفتاة الغطاء عنها كانت فارقت الحياة والدماء تسيل من جسدها إثر إصابتها بالظهر والذراع.
وانهالت الدموع من عيني الرجل وزوجته وأطفاله وقد غطى وجوههم الغبار لقطعهم مسافات طويلة على طرق ترابية، وصرخ قائلاً «لقد ماتت، ماذا نفعل؟ إنها مصائب وقد حلت على رؤوسنا». وأضاف باكياً «تركنا وراءنا عائلات في القرى أبيدت نتيجة القصف والمعارك».
وتجري معارك حالياً قرب أربع قرى تقع غرب قضاء مخمور. وتضم منطقة القيارة التي تتوجه إليها القطاعات العسكرية قاعدة جوية قديمة ومصفاة للنفط على الضفة الغربية لنهر دجلة.