أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (مصطفى برهان)

"نقص بروتين الدم الغذائي" يعود إلى التحديد الشديد للمدخول البروتيني في الغذاء، وكمثال على نقص بروتين الدم الغذائي يبرز "داء الكواشيوركو"، وهو نمط من سوء التغذية بالطاقة البروتينية يصيب الأطفال الصغار، يحدث هذا المرض في البلدان التي تعاني من المجاعات وفي الدول النامية التي تنعدم فيها الأغذية أو من خلال الفطام المبكر، ويصيب غالبا الأطفال التي تكون أعمارهم ما بين سنة وثلاث سنوات.

أعراض هذا المرض كثيرة منها تورم مائي في الوجه والقدمين، بالإضافة إلى التغيرات العقلية، فيظهر الطفل متبلد الإحساس مع فقد الاهتمام وقلة النشاط، ويسبب فقر دم ويحدث أيضا تغيرات بالشعر حيث يصبح شعر الطفل خفيفا وقليلا وسهل التساقط ويضعف الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض .

أطفال مضايا وداء "الكواشيوركو"

يعاني أطفال مضايا من هذا الداء بسبب نقص حاد في بروتين الدم الغذائي، إذ يتواجد ما يقارب 25000 مدني بينهم 6000 طفل، يعاني معظمهم من سوء تغذية نتيجة الحصار الخانق الذي يفرضه النظام مدعوماً بحزب الله.

ومع انعدام المواد الغذائية والاكتظاظ السكاني وشح المواد الطبية، زادت الأمراض داخل المدينة بشكل كبير، ويوضح هذا الأمر الطبيب المسؤول عن المشفى الميداني في مضايا "محمد يوسف" قائلا: "الوضع يزداد سوء يوما بعد يوم، انتفاخ نقص البروتين الغذائي أصبح هاجسا عند الناس، ظهرت أعراض هذا المرض على 300 حالة بشكل كامل، غالبية الحالات من الاطفال دون 15 عاما، وبعض كبار السن ظهرت عليهم أعراض المرض بشكل كامل، بينما يعاني أكثر من 1600 شخص من بداية ظهور المرض، وقد راح ضحية هذا المرض الطفل "محمد علي أيوب" 8 سنوات ورجل مسن بعد معاناتهم"، ويضيف الطبيب: لا مجال لإيقاف هذا المرض الخبيث، ولكن لتخفيف أعراض هذا المرض عليهم ممارسة الرياضة وتناول العدس المطبوخ لاحتوائه على البروتين .

المرض والمساعدات الغذائية الفقيرة

تدخل المساعدات الغذائية المتقطعة والفقيرة لمادة البروتين الحيواني، التابعة لقوافل الهلال الاحمر للبلدة كل عشرين يوماً تقريبا، وبعد دخول المساعدات بثلاثة أو أربعة أيام تبدأ السمنة يظهر على الناس، ليس من الطعام ولكن من نقص البروتين الحيواني، هكذا عبرت السيدة "م. أ" عن الحالة في المنطقة .

يدخل الهلال الأحمر والصليب الأحمر التابعين للأمم المتحدة كل أسبوع تقريبا، يعاينون المرضى ويخرجون خاويين الوفاض، حيث دخلت في تاريخ 14-1-2016، وبتاريخ 17-2-2016 وقامت بمعاينة 400 حالة ولم تخرج أحدا حتى هذه اللحظة ممن يعانون من نقص البروتين .

ماذا بعد هذا التجويع؟ أليس لهؤلاء الاطفال وكبار السن الحق بالحياة؟, لماذا يدخل المدنيون بصراع القوى؟ أليس من المعيب أن تضغط الأطراف المتنازعة بورقة المدنيين والأطفال؟ تجويع وأمراض تحاصر أهالي مضايا عدا عن عدم قدرتهم على التجول داخل أو خارج البلدة .