أخبار الآن | أنطاكيا – تركيا (محمود العبدالله)

تزداد معاناة السوريين يوماً بعد يوم وتزداد معها احتياجاتهم ومتطلباتهم، فجرائم نظام الأسد المستمرة بحقهم من قتل واعتقال وحصار ودمار جعلتهم يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة؛ تستوجب تشكيل منظمات وجمعيات قادرة على تقديم المساعدة وتخفيف جزء من معاناة الأهالي المستمرة.

تضم تركيا أغلب المنظمات الإنسانية السورية كونها البلد الجار والمحاذي للشمال السوري، حيث توجد أعداد كبيرة من هذه المنظمات التي تعمل على استجلاب الدعم الخارجي من المنظمات الدولية ومن المتبرعين عبر أنحاء العالم لتقوم بإدخاله إلى المناطق المحررة والمنكوبة في سوريا.

منظمة بردى

شُكلت "منظمة بردى للإغاثة والتنمية" من قبل مجموعة ناشطين سوريين في بداية العام الحالي بهدف تخفيف معاناة السوريين عن طريق تقديم المساعدات العينية والنقدية لأسر الشهداء والمعتقلين وللعائلات الفقيرة والمحتاجة بالإضافة إلى تنفيذ المشاريع الخدمية والتعليمية التي ترتقي بالمجتمع.

عن أسباب تشكيلها قال "د. سعد العثمان" المشرف العام لـ "منظمة بردى" في حديث خاص لمراسل "أخبار الآن": "نتيجة لطول أمد الحرب الدائرة على أرض سورية الحبيبة، والتي كان سببها نظام الأسد الظالم الباغي؛ والتي تسببت بنزوح ملايين السوريين وتركهم بيوتهم وأعمالهم وأموالهم بحثاً عن أماكن أقل خطراً في المناطق السورية المحررة وتفاقم معاناة الأهالي في مناطق النزوح والحصار وفقدانهم لأدنى مقومات الحياة وعجز منظمات المجتمع المدني عن تأمين كافة متطلبات الأهالي وسد احتياجاتهم؛ استوجب علينا القيام بواجبنا الإنساني تجاه المشردين من النساء والأطفال والشيوخ، فقمنا بتشكيل "منظمة بردى للإغاثة والتنمية" التي باشرت عملها الإنساني تجاه أهلنا السوريين في الداخل وفي إقليم "هاتاي" التركي الذي يحوي آلاف العوائل السورية النازحة".

وأضاف "العثمان": "إننا في منظمة بردى نعمل بشكل مؤسساتي ومنظم ونستهدف المناطق الأكثر تضرراً وأكثر حاجة للدعم من غيرها كالمناطق المحاصرة والمخيمات والمناطق التي تحوي النازحين، ويكون عملنا بالتنسيق مع المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني في المدن والبلدات والقرى بهدف معرفة المحتاجين والفقراء والوصول إليهم".

أعمال بردى

تمكنت "منظمة بردى" خلال الأشهر الثلاثة الماضية من تنفيذ العديد من المشاريع الإغاثية والتنموية والتعليمية، وهو ما يعتبر انجازاً كبيراً حُقِّق خلال فترة قصيرة، فقد دعمت المنظمة بمئات أطنان من الطحين أفران إدلب وحلب وجبال التركمان ليتم خبزه وتوزيعه على أسر الشهداء والمعتقلين والمحتاجين، بالإضافة إلى تنفيذ العشرات من المشاريع الإغاثية كالسلل الغذائية والتمور والألبسة وكفالات الأيتام.

وعن المشاريع المنفذة قال "مهند الإسماعيل" أحد أعضاء المنظمة: "نركز في مشاريعنا الإغاثية على المواد الأساسية للعيش كالطحين وحليب الأطفال والتمر، حيث قامت المنظمة بدعم الأهالي في المناطق المحررة بأربعة مئة وثمانين طن من الطحين وتكفلت بخبزه وتوزيعه على المحتاجين مجاناً، كما قدمت مئتي طن من التمر وألفين وخمسمائة علبة حليب أطفال وثلاثة آلاف سلة غذائية وألفي بطانية، بالإضافة إلى توزيع مبالغ نقدية على العوائل المحاصرة في مضايا وكفالة سبعمائة وخمسين يتيماً. كما أننا نعمل على دعم الطلاب السوريين ومساعدتهم عن طريق فتح المدارس والمعاهد التعليمية، وقد تمكنت المنظمة من فتح فرع "الجامعة اليمنية في تركيا" وهو فرع معتمد للتسجيل والامتحان ليتمكن الطلاب السوريون والعرب من متابعة دراستهم الجامعية والعليا عن بعد وبرسوم مخفضة".

وتحدث "محمد أبازلي" عضو المجلس المحلي لقرية "الملند" بريف جسر الشغور عن أعمال "منظمة بردى" في منطقته: "أشكر "منظمة بردى" على تقوم به من أعمال خيرية تستهدف المحتاجين هنا، فهي رغم حداثتها استطاعت أن تقدم الكثير من المساعدات لنا، ولا أبالغ إن قلت أنها تعمل منفردة في المنطقة مع بعض النشاطات الضعيفة لمنظمات أخرى".

طموحات بردى

لا تقف منظمة بردى عند هذه المشاريع المقامة فهي تسعى إلى تقديم المزيد من الدعم والمساعدة للسوريين بهدف تخفيف جزء من معاناتهم الكبيرة، وتسعى لتنفيذ مشاريع تنموية تعليمية جديدة تخدم الأهالي في المناطق المحررة.

قال "لؤي سوادي" المسؤول الإداري في "منظمة بردى": "نعمل في ميادين الإغاثة والتنمية والتعليم، ولدينا الآن عدة مشاريع نطمح للقيام بها، ففي المجال التعليمي نسعى لافتتاح "مدرسة بردى التعليمية"، وفي المجال الخدمي نعمل على فتح "دار بردى للاستشفاء" أما بالنسبة للمشاريع التنموية فنعمل على "مشروع الدواجن، مشروع الأبقار وتربية العجول، معمل لإنتاج الثلج" هذا بالإضافة إلى استمرار عملنا في حملة الطحين لدعم مخابزنا في الداخل السوري وحملتي حليب الأطفال والسلل الغذائية والصحيّة".

وعن مصادر دعم المنظمة، قال "د. سعد العثمان": "للمنظمة مصادر دعم متنوعة وعديدة. يأتينا الدعم المادي من الإخوة أعضاء المنظمة حيث تحوي المنظمة مجموعة من التجار والميسورين، ومن أهل الجود والكرم وبعض التجار الذين يثقون بنا وبعملنا، ومن بعض الشراكات مع المنظمات الأخرى. ونسعى حالياً للدخول في الـ "أوتشا" و"مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية" لنتمكن من استجلاب المزيد من الدعم وتقديم المزيد من الخدمات لأهلنا السوريين".

استمرار المنظمات الإنسانية والخيرية في عملها الإغاثي والخدمي داخل سوريا ضرورة ملحة تفرضها حاجة ملايين من المشردين والمحتاجين ومئات آلاف من الأسر التي فقدت معيلها ويُتِّم أبناؤها.

"منظمة بردى" للإغاثة والتنمية .. مشاريع خدمية وعمل متواصل