أخبار الآن | طرطوس – سوريا (سمارة علي)
تتبنى وزارة التربية التابعة للنظام قرارات جديدة تقضي بإصدار قوانين تحد من الفساد في الهيئات التربوية، وذلك بعد توارد عدة شكاوى على بريد الوزارة بسبب انتشار ظواهر عدة باتت تنذر بفشل العملية التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد.
وبالرغم من كون مدينة "طرطوس" وأريافها منطقة محظورة عن النزاعات، وهو ما يمهد لسير الحياة في كل جوانبها بشكل طبيعي فيها، إلا أن ما أعلنته مديرية التربية في المدينة بناءً على قرارات الوزارة لم يكن إلا حبراً على ورق، دونما أن يتغير شيءٌ على من بادر برفع الشكاوى.
مديرة فوق القانون
تُعَدُّ "مدرسة المتنبي" بمدينة طرطوس من أهم وأضخم المدارس، حيث تحتوي على ثلاث حلقات تعليمية "ابتدائية وإعدادية وثانوية"، ويبلغ عدد الطلاب فيها نحو 650 بالإضافة لاحتوائها على أساليب تعليمية حديثة ومتطورة، لكن الكارثة تكمن بمديرة المدرسة "ع .ع".
تجاوزات المديرة تتمثل بفرزها المعلمات والطلاب على الشعب وحصص التدريس، حسب كمية الرضى تجاههم، ومن لم ينَل رضا المديرة تقوم بنقله دون أن يتمكن أحد من طعن قرارها، أما من تحظى برضاء زائد من المعلمات، فحتماً لها مكافأة.
"مشيرة" مدرسة منقولة من مدرسة المتنبي، تقول: "لا يمكن لأحد تحمل الواقع بتلك المدرسة، التعليم فيها بلغ أدنى درجاته، والمحسوبيات شيء معلن. هنالك معلمات لا يداومن ويتقاضين رواتبهن وهن في منازلهن، وعندما نسأل عن سبب غيابهن تقول المديرة لا شأن لكنّ بذلك، أو ربما تقول أنها نُقلت، لكن الحقيقة أنها لا زالت على قيود المدرسة كما هو الحال بالنسبة للمعلمة "ص. أ".
وكون المدرسة مجهزة بشكل كبير، تقوم المديرة بنقل بعض الطلاب إلى مدارس أخرى، وجلب أولاد الضباط والمسؤولين بدلاً منهم، وذلك بعد تقاضي الرشاوى، بالإضافة لجمع المال بحجة النشاطات المدرسية أو ثمن الجلاءات أو أوراق الامتحان، علماً أن المدرسة تحتوي على طابعات حديثة كما تتعامل مع الطلاب بحسب درجة القرابة أو المحسوبية.
"راضي" طالب ثانوي، يقول: "لقد سئمت الدراسة، في بداية الموسم كنت من المتفوقين لكن استمرار تنقل الطلاب بين الشُعَب جلعنا في حيرة، وأيضاً تغيير المدرسين أفقدنا الكثير من المعلومات والتركيز، و كل ذلك بقرارات المديرة.
حال هذه المدرسة يثبت مدى الفساد والتجاوزات في مدارس طرطوس بالرغم من صدور قرارات للحد من هذه التصرفات، لكن ما مكترث لذلك، أو ربما تعلم تلك المديرة وغيرها كثيرون أن هذه القرارات لا أثر لها على أرض الواقع، فكلٌ منشغلٌ بمدرسته أو مديريت،, فهنالك الكثير من الحوادث تثبت الفشل الذي وصل إليه المستوى العلمي في مناطق سيطرة النظام.
مفاضلون مظلومون
عشرات الطلاب يتوافدون يومياً إلى مراكز تسجيل المفاضلة في طرطوس، حيث بات الطلبة يصنفون تلك المراكز إلى سوق سوداء، يشارك فيها عمداء الكليات والموظفون وبعض الطلاب المقربين، فعملية الاتجار تبدأ من بيع الطوابع بأضعاف مضاعفة، مروراً بسرعة تمرير ورقة المفاضلة حسب المبلغ المرفق بها، وربما انتهاء بإرسالها من فرع المفاضلة التابع لجامعة تشرين إلى الهيئة العليا المعنية بقبول الطلاب المتقدمين.
يقول "ساهر" أحد الطلبة المتقدمين: "مؤسف أن تتحول مراكز التسجيل للمفاضلة الجامعية في فرع جامعة تشرين بطرطوس إلى بؤرة للفساد، والمؤسف أكثر أن يشارك بها بعض أعضاء الهيئة التعليمية والطلبة مستغلين حاجة الطلبة الجدد للتسجيل، وسط غياب الضمائر الحية وبالطبع الرقابة من قبل المعنيين في الجامعة وكأن الامر لا يعنيهم!".
قد لا يتسع المجال لشرح كل جوانب الفساد التعليمي في طرطوس، فكل ما ذكر ولم نتناول رياض الأطفال غير المسجلة والرشاوى المدفوعة لعملية التعيين حسب الاختصاص، فما عسى الأهالي والطلاب يفعلون سوى أن يقولون.