أخبار الآن | دمشق – سوريا (آية الحسن)
انطلقت الدورة الثانية من مهرجان سوريا لأفلام الموبايل، يوم الأربعاء الفائت على مدرج بصرى الأثري في محافظة درعا.
هذا المسرح التاريخي الذي لم يشهد خلال فترة الثورة عروضاً فنية كبيرة، تم استغلاله لتقديم هذا الحدث السينمائي بالشراكة مع نشطاء مدينة بصرى الذين قاموا بتنظيم عروض المهرجان.
حيث بدأت فعلياً نشاطات هذا المهرجان في عام 2014، وتم عرض أفلام من إنتاجه في مدن سورية عديدة، لاقت أغلبها ترحاباً كبيراً عند الجمهور رغم تنوعه، وتجولت في العديد من مدن العالم حاملةً أصواتاً وتسجيلات مصورة للكثير من المخرجين السوريين الهواة والمحترفين.
في البدء .. كانت الكاميرا
كعنوان تعريفي عن مجموعة الأفلام المعروضة، بدأ المهرجان بعرض خمسة أفلام قصيرة صوّرها ناشطون محليون بالهواتف المحمولة، ووسط حضور من الإعلاميين والشباب المهتمين بالحدث، والذي يهدف لعرض الأفلام في مناطق عديدة داخل سورية، وتعريف الجمهور بأبرز التجارب الفنية الشابة والتي تعتمد على الوسائط بسيطة وغير مكلفة، وتقوم على مضامين ثورية وفكرية عديدة، ولتكريس مثل هذه التجارب اعتبر المهرجان تقليداً مهماً بعد انطلاق الدورة الأولى منه، وقد عرضت أفلامه حينها في مدن الداخل السوري للجمهور المحلي متحدياً ظروفاً أمنية قاسية، وتجول بعدها في أكثر من عشرين مدينة حول العالم.
يشارك اليوم في المهرجان 33 فيلماً مختلفاً، من سوريا ودول أخرى ويستمر عرض الأفلام في 8 و9 نيسان/ أبريل الجاري في العاصمة الألمانية برلين، على أن تنتقل العروض في 14 منه إلى مدينة غازي عينتاب التركية. وتنتقل العروض في الداخل السوري إلى حلب وكفرنبل وإدلب وسراقب والمعرة وريف حلب الجنوبي، حسبما جاء في الموقع الرسمي للمهرجان.
ن الأفلام المشاركة في المهرجان فيلم شيء ثمين واحد، يطير الحمام، معاناة مرصوفة، وفيلم ع التيل إضافة للكثير من الأفلام التي صورها وأخرجها شبان سوريون تدور حول الأحداث السورية، كاللجوء والهروب والاعتقال وصعوبات العمل في دول الجوار، ووضع المحاصرين داخل سورية، ويأخذ بعضها الأخر الطابع الروائي ليسرد ويتذكر أبطال الأفلام قصص من واقع المعاناة السورية التي باتت بكل أشكالها تمثل مواداً خصبة للتوثيق والحفظ.
لماذا كاميرا الموبايل؟
نظراً للدور الذي لعبته المقاطع المصورة بكاميرات الموبايل في الحراك الشعبي الاحتجاجي في سوريا والعديد من البلدان، حيث اعتمدها الشباب والناشطون لتوثيق المظاهرات والاحتجاجات وحالات أخرى مثل الاعتقال والاقتحام، وإلى اليوم ما زالت تحمل أهمية كبيرة وتعتمد عليها العديد من الوثائقيات والأشرطة التسجيلية، وكما جاء في وصف المشروع: "قام آلاف النشطاء والمواطنين الصحفيين السوريين بتصوير مقاطع فيديو استطاعوا إيصالها خارج حدود البلاد وتحدت بالصوت والصورة قبضات الدكتاتوريات الحديدية".
يقول "عبد الرحمن" أحد الناشطين والمتابعين للمهرجان: "إن أهمية مثل هذه الأفلام ترجع لعملها على توثيق الأحداث والانتهاكات التي كان الناشطين يحفظها بذاكرة الموبايل، الذي لعب دوراً كبيراً في حفظ ذاكرة الثورة السورية منذ أيامها الأولى إلى اليوم، باعتباره الأداة الوحيدة التي كانت توصلنا بوسائل الإعلام".
ويعلق أحد المهتمين: "مثل هذه النشاطات تعتبر مهمة وضرورية للتعريف بشكل سينمائي سوري خاص، استطاع أن يرسم طريقه ضمن الكثير من التجارب الفنية التي تحاول التعبير عن الهم والمعاناة التي يعيشها السوريون، إلى جانب أنه يذكر دائماً بأن الإنسان المؤمن بقضيته يستطيع أن يبقيها حاضرة عبر إيصالها للعالم حتى ولو بوسائل بسيطة".
يحاول المهرجان أن يخلق منصة فريدة لتشجيع المخرجين المحترفين والهواة على صناعة أفلام إبداعية، بميزانية قليلة مصورة بواسطة كاميرا الموبايل، وإضافة إلى العروض السينمائية، يوفر المهرجان فرصة مميزة للتدريب والتمكين للمخرجين الشباب من خلال برنامج "بيكسل" التدريبي المستمر على مدار العام، وعبر المنح الإنتاجية والجوائز.