أخبار الآن | جنوب دمشق – سوريا (رواد خليل)
لقي عدد من عناصر جبهة النصرة وداعش مصرعهم، بالاشتباكات المستمرة بين الطرفين منذ أيام عدة جنوب دمشق، وذلك بعد هجوم شنه داعش على مواقع خاضعة لسيطرة النصرة في مخيم اليرموك.
مصادر محلية قالت إن هجوم داعش يمثل "انقلاباً" على النصرة بعد علاقة وصفت بـ "الجيدة" بين الطرفين منذ دخول داعش إلى الجنوب الدمشقي، للتضيق على الثوار في المنطقة وإنهاء تواجدهم فيها.
انقلاب بعد تحالف
الإعلامي "رائد الدمشقي" قال إن داعش بدأ هجومه على مواقع النصرة، يوم الخميس الفائت من الشهر الجاري على محور شارع بيروت، وقطعت الطرقات بين بلدة يلدا ومخيم اليرموك، لتمتد الاشتباكات يوم أمس على محاور شارع حيفا في المخيم ونقطة المسبح والأبنية المحيطة بحاجز العروبة.
وأكد الدمشقي أن داعش مُني بخسائر كبيرة في صفوف عناصره المهاجمة بينهم قياديين، حيث لا زالت بعض الجثث ملقية على الطرقات لا يستطيع التنظيم سحبها، كما أن عناصر من النصرة لقوا مصرعهم بالتصدي للهجوم، وآخرين أُسروا بيد التنظيم مع بداية الهجوم.
وأوضح الدمشقي في حديثه لأخبار الآن، أن "الانقلاب" جاء بعد فترة من "العلاقة الممتازة" بين الطرفين، حيث سهّلت النصرة دخول داعش إلى المنطقة بهدف القضاء على فصيل "أكناف بيت المقدس"، أحد الفصائل الفلسطينية التي تقاتل إلى جانب الثوار ضد قوات النظام.
الهدف إنهاء المعارضة
قائد ميداني من الفصائل العسكرية التابعة للثوار، رفض الكشف عن هويته، قال لأخبار الآن إن المعارك الجديدة تهدف لإنهاء ملف المخيم "انهاء كل وجود للمعارضة فيه"، وتصديره من قبل النظام للعالم على أنها مناطق خاضعة لداعش، وبالتالي يطلق العنان لآلته العسكرية في مسح المخيم عن الخارطة.
وأكد المصدر أن جبهات النظام مع داعش تمتد لمسافات طويلة منها "كتيبة الدفاع الجوي" ولم يتم إطلاق رصاصة منذ ظهور داعش في المنطقة، ولم يتم حفر أية أنفاق للتفجير بين الطرفين، بل على العكس تماماً، اكتشفنا أكثر من نفق معد للتفجير بغرض الالتفاف على نقاط رباط الثوار على جبهات داعش والنظام.
مصالح مشتركة
وكان الدمشقي كشف عن تبادل تجاري بين النظام وداعش، تمثل بعقد صفقة إخراج مادة النحاس من الحجر الأسود الخاضعة لسيطرة داعش إلى دمشق عن طريق منطقة القدم، منذ فترة وجيزة.
وأوضح الإعلامي أن الصفقة تُعبر عن المصالح المشتركة بين النظام وداعش، وجاءت بهدف التضييق على مناطق سيطرة الثوار، حيث يتم صناعة "رأس الرصاصة" من النحاس في ورشات الثوار العسكرية لتصنيع الأسلحة، وذلك نتيجة لانقطاع طرق الإمداد عن الثوار المحاصرين في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن داعش يسيطر على منطقة الحجر الأسود وأجزاء من مخيم اليرموك، بينما تسيطر النصرة على بقية المخيم، وكان بسط داعش سيطرته على أجزاء من المخيم الفلسطيني بداية أبريل/ نيسان من العام الفائت، بعد معارك عنيفة مع فصائل للثوار أهمها "أكناف بيت المقدس".
وكان يضم المخيم قرابة 18 ألف نسمة من اللاجئين الفلسطينيين أغلبهم هاجر خارج سوريا وآخرون لجأوا داخلياً بينما يرزح البعض منهم تحت الحصار في بلدات الجنوب الدمشقي.