أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)
على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة "دمشق" نسي أو تناسى النظام أكثر من مليون مدني محاصر من قبل قواته لهم الحق في اختيار ممثليهم في مجلس الشعب، ربما لم يعلم النظام السوري أن مدن وبلدات "دوما" و"عربين" و"زملكا" و"حرستا" و"داريا" و"المعضمية" و"مضايا" والقائمة تطول لتضم العشرات من المدن والبلدات، ربما لم يعلم أن من يسكن هذه المناطق هم تابعون أصولا لريف دمشق الذي يخرج معظمه عن سيطرته، وبناء على ذلك فكيف سيتم اخيار ممثلين لهؤلاء المدنيين عند انتهاء الانتخابات ولم يوضع صندوق انتخابي واحد في تلك المناطق.
"أبو محمد" من المحاصرين في الغوطة الشرقية تحدث لأخبار الآن عن تلك الانتخابات: ثلاث سنوات وأنا محاصر مع عائلتي وكل يوم من تلك السنوات كنا وما زلنا نجابه الموت جوعا وقصفا، هل فكر مجلس الشعب بنا؟ أم أننا لسنا من الشعب؟ لماذا لا يفتح النظام لنا طريقا من حصاره لنشارك في تلك الانتخابات، إذا كان الطعام عن أفواه أبنائنا ممنوعا فكيف سيسمح لنا ذلك النظام بالإدلاء بأصواتنا بحرية.
وفي الوقت الذي أعلن فيه التلفزيون الرسمي عن تمديد فترة الانتخابات لمدة خمس ساعات بسبب الإقبال الشديد من قبل الناخبين، بحسب وصفه، فإن الكثير من أهالي الغوطة لا يعلم أن اليوم هو يوم انتخاب مجلس الشعب، فالكهرباء مقطوعة من ثلاث سنوات ولا يوجد أي وسيلة لتلقي الأخبار.
"أبو سامر" الذي تفاجأ للحظات عندما سألناه عن رأيه بالانتخابات قال: "الآن عرفت منكم أن اليوم هنالك انتخابات لمجلس الدمى السوري، في كل انتخابات هنالك ثلثي الممثلين من الجبهة التقدمية التي يجب عليك أن تنتخبها إجباريا وإذا ما قمت بشطب اسم واحد من تلك الأسماء فإن بطاقتك الانتخابية تعتبر لاغية، فهل مثل هذه المهزلة تستوجب الحديث عنها؟ فلينتخبوا من يشاؤون وليفعلوا ما يريدون فهم منذ خمسين عاما لا يعترفون بشيء اسمه شعب ولن يتغير شيء اليوم".
وقفة احتجاجية في دوما
في مدينة "دوما" قام ناشطون بوقفة احتجاجية شارك فيها العشرات من أبناء المدينة وعبروا عن رفضهم لما سموها بمسرحية انتخابات مجلس الشعب، ورفع هؤلاء المتظاهرون لافتات عبرت عن خيبة أمل في حل مأمول في جنيف بعد إجراء تلك الانتخابات التي نسفت المساعي الدولية لحل الأزمة السورية.
"أنس الخولي" ناشط ميداني في الغوطة الشرقية: "ما حصل اليوم هو مهزلة حقيقة وكوميديا تعودنا عليها من إخراج النظام السوري، لا أعلم كيف يتحدث العالم عن حل سياسي ويسمح للنظام بإقامة مثل هكذا مسرحيات، كيف يتم انتخاب أعضاء عن ريف دمشق وأغلب الريف خارج عن سيطرة النظام، ما حدث اليوم لا يمكن تفسيره إلا بالرسالة المبطنة من النظام الى مؤيديه بأنه ما زال يمسك زمام الأمور وبأنه قوي ومتماسك".