أخبار الآن | ريف حماة – سوريا (مصطفى جمعة)

لم يعد إقدام النظام على استهداف النقاط الطبية والمرافق الحيوية يشكل خبراً هاماً، أو ربما خرقاً للقوانين الدولية، فقد تم وعلى مرأى من المجتمع الدولي، إبادة عدة مشافٍ ونقاط طبية دونما أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات لمحاسبة النظام، أو ربما ردعه عن تكرار ارتكاب تلك الجرائم التي تصنف جرائم ضد الإنسانية، وهذا ما شكَّل قناعةً عند السوريين أن العالم برمَّتِه متآمر عليهم وعلى قضيتهم.

قبل نحو يومين، أقدمت طائرة تتبع لسلاح الجو الروسي على اغتيال مدير صحة حماه الحرة الدكتور "حسن محمد أعرج" أثناء توجهه إلى مشفى المغارة المركزي الواقع بريف حماة الشمالي، الذي يقدم الإسعافات والخدمات الطبية المتعددة لأكثر من عشرين تجمعا سكنيا، فيما اعتبرت مديرية الصحة أن اغتيال "الأعرج" يأتي ضمن قائمة الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الروسي في سوريا "حسب ما جاء في بيان لها"، وتضمن البيان أيضاً تواريخ وأماكن طبية استهدفها الطيران الروسي من بينها ثلاثة مشاف تتبع للمديرية ضمن مناطق حماة، بالإضافة لقائمة بأسماء أفراد الكادر الطبي الذين قضوا نتيجة تلك الغارات.

الدكتور "حسن أعرج" يُعَدُّ من أشهر الأسماء المعروفة في الوسط الطبي في سوريا قبل وبعد انطلاق الثورة، فلقد سخّر مشفاه الخاص لخدمة الثورة منذ بداياتها، وإسعاف المصابين بالقصف وغيره، في الوقت الذي أُغلقت أغلبُ المشافي آنذاك.

أنشأ وعددٌ من زملائه عدة نقاط طبية من أهمها مشفى المغارة المركزي "النقطة الطبية الخامسة"، ومستودعا طبياً يؤمن حاجة المشافي والنقاط الطبية الميدانية بالمستهلكات، وجالَ الأعرج في عدة دول عربية  وأوربية وحضر مؤتمرات منها مؤتمر جنيف 2 حيث وقف مرتدياً مريوله الأبيض على باب صالة المؤتمر، وحمل صوراً لأطفال أجسادهم ممزقة ليفضح جرائم النظام وحليفه الروسي، ويذكر أيضاً أنه كان من بين ثلاثة أطباء مختصون بجراحة القلب في المناطق المحررة.

"د. عبد الله درويش" مدير مشفى المغارة المركزي: "فُجعنا باستشهاد الدكتور حسن الذي لم تثنيه ظروف الحرب عن إتمام مهمته، وعن السعي دائماً لإعداد الكوادر الطبية وإمدادها بمعدات وأدوات متطورة من خلال جولاته في العالم، لقد شكل استشهاده صدمةً لنا لكننا ماضون بما بدأنا به سويا".

عدد من الأطباء والصيادلة والعاملين بالمجال الطبي نظموا وقفةً احتجاجية أمام مشفى "كفرزيتا" التخصصي، الذي تعود ملكيته للدكتور حسن أعرج، للمطالبة بوضع حد للنظام وحليفه الروسي باستهداف النقاط الطبية ولإدانة اغتيال مدير صحة حماه الحرة.

وقد حمل المحتجون يافطاتٍ بعضها يحمل مطالب وبعضها يسخر من تساهل المجتمع الدولي مع النظام وعدم محاسبة مرتكبي الجرائم، وقد شارك بالوقفة الاحتجاجية عدد من المدنيين الذين اعتبروا اغتيال الدكتور حسن ضربة قوية تستهدف قادة الثورة في كل المجالات.

"د. منور معيوف" عضو صيادلة حماة الأحرار: "هذه الوقفة لها عدة رسائل تثبت تواطؤ المجتمع الدولي تجاه قضيتنا، ونحن ندين ما يتعرض له أعضاء الكوادر الطبية من استهداف ونطالب بتأمين حماية حقيقية لنا، ورسالتنا الأهم أن مهمتنا إنسانية وستبقى كذلك، مهما حاول النظام تشويهها من خلال وصفه لمن نسعفهم بالإرهابيين، هل الأطفال و النساء العُزَّل إرهابيون"؟.

وبالتزامن مع تواصل القصف الذي تتعرض له مناطق ريف حماة، رغم سريان الهدنة الهشة، تبقى عدة مشاف خارج الخدمة بسبب تدميرها بشكل كامل، ويذكر منها مشفى "الوسام" الجراحي الذي بَرَزَ دوره عند استهداف مدينة كفرزيتا بالغازات السامة في إبريل العام الماضي.

وقفة احتجاجية في "كفرزيتا" ضد استهداف الطواقم الطبيةوقفة احتجاجية في "كفرزيتا" ضد استهداف الطواقم الطبيةوقفة احتجاجية في "كفرزيتا" ضد استهداف الطواقم الطبيةوقفة احتجاجية في "كفرزيتا" ضد استهداف الطواقم الطبية