أخبار الآن | القامشلي – سوريا (عبد الرحيم سعيد)
اندلعت اليوم الأربعاء 20/4/2016 اشتباكات عنيفة بين قوات الأسايش "الشرطة" التابعة للإدارة الذاتية في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، والدفاع الوطني التابع للنظام السوري. الاشتباكات جاءت بعد قيام الدفاع الوطني وقوات النظام ظهر اليوم بتوقيف سيارة تابعة لشرطة المرور"الترافيك" التابعة للإدارة الذاتية على حاجز وسط المدينة بالقرب من دوار "السبع بحرات"، ما أدى إلى تدخل الأسايش واندلاع اشتباكات بين الطرفين. امتدت الاشتباكات إلى عدة أحياء في مدينة القامشلي بعد تدخل وحدات الحماية الشعبية "YPG" إلى جانب الأسايش، ووصول تعزيزات من المدن المجاورة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية. كما قامت بحصار المربع الأمني الذي يتحصن فيه الدفاع الوطني وقوات النظام. ثم عادت وامتدت الاشتباكات "التي استخدم فيها سلاح "الدوشكا" إلى أحياء "الوسطى وعلايا والمربع الأمني"، وخلال الاشتباكات تمكنت الأسايش ووحدات الحماية من السيطرة على المخبز الآلي في منطقة الملعب البلدي، واعتقال "12" عنصراً من الدفاع الشعبي كانوا متمركزين فيه، وكذلك تمكنت من السيطرة على "سجن علايا". وأسفرت الاشتباكات حتى اللحظة عن مقتل ثمانية عناصر من الدفاع الوطني والنظام، ومقتل ثلاثة من قوات الأسايش وجرح آخر. كما أصيب المدني "أكرم زافي" بجروح خلال الاشتباكات.
من جهة أخرى أعلن مشفى "خبات" العسكري التابع لوحدات الحماية الشعبية عن حاجته للدم، وبحسب مصادر من المشفى الوطني فإنّ عدد كبير من قوات النظام وصلوا للمشفى بين قتيل وجريح.
حركة نزوح واشتباكات مستمرة
وقد شهدت الأحياء التي امتدت إليها الاشتباكات نزوحا نحو أحياء آمنة خوفا من الرصاص الطائش، كما أغلقت المحلات التجارية في كافة أسواق المدينة بسبب الاشتباكات التي ما تزال مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت، حسب الناشط في القامشلي محمد السرو، بعد قيام قوات النظام بإطلاق الرصاص وإصابة ثلاثة من عناصر الأسايش ما أدى لاستقدام تعزيزات كبيرة من قبل الأخير. ويضيف محمد لأخبار الآن أنه لا تزال أصوات إطلاق الرصاص نتيجة الاشتباكات تسمع في كافة أرجاء المدينة حتى اللحظة.
أمّا "كنعان بركات" رئيس هيئة الداخلية في الادارة الذاتية فقد اكتفى في تصريحه لأخبار الآن بالقول: "إنّ الاشتباكات حصلت مصادفةً".
وكذلك في تصريح لـ "محمد أبو ابراهيم" مواطن من مدينة القامشلي أكّد أن الاشتباكات ما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة، نافيا أن تكون طائرات النظام شاركت في الاشتباكات.
وتعتبر هذه الاشتباكات الأول من نوعها في منطقة "المربع الأمني" حيث تتحصن فيها العديد من الفروع الأمنية كالأمن العسكري وأمن الدولة ومديرية المنطقة، وكذلك تعتبر الأولى في مدينة القامشلي حيث لم تشهد المدينة اشتباكات بين الطرفين كما شهدتها سابقاُ مدينة الحسكة في عام 2015.
يذكر أن مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة والبالغ عدد سكانها ثلاثمائة ألف نسمة، تسيطر عليها كل من قوات النظام المتمركزة في المربع الأمني وحي الوسطى، والدفاع الوطني "المقنّعين" المتمركز في "حارة طي"، ووحدات الحماية الشعبية التي تسيطر على باقي الأحياء "الكورنيش، الغربية، قناة السويس، العنترية".