أخبار الآن | ريف حلب – سوريا (إيهاب بريمو)
إذا فرضت على الإنسان ظروف غير إنسانية ولم يتمرد سيفقد إنسانيته شيئاً فشيئا، هكذا قال رمز التمرد على الظلم "جيفارا"، أما في سوريا فيغتال فيها المفكرون ويكفر الكاتب وتحرق الكتب، في مجتمعات ترفض الآخر وتفرض الصمت على الأفواه والحجر على الأفكار وتكفر أي سؤال، وباتت الثورة وكل من يؤمن بها هدفا للقتل ممن ركبوا الثورة.
يوم أمس الخميس 28 نيسان، حسابات مقربة من وحدات حماية الشعب "YPG"، بثت صورًا وتسجيلات مصورة، تظهر شاحنة تابعة للفصيل الكردي تحمل جثث مقاتلين، وجابت شوارع مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي.
وأوضحت الحسابات أن 60 مقاتلًا ينتمون إلى فصائل المعارضة وضعوا في الشاحنة الكبيرة، عقب مواجهات استمرت ساعات بين المعارضة من جهة وما يعرف بـ "قوات سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى.
وحسب ناشطين، أن هجومًا شنته المعارضة على بلدة "عين الدقنة"، شرق بلدة منغ، وعلى أطراف مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، وفشلت في تحقيق أي تقدم في المنطقة، وسط خسائر كبيرة تلقتها، ولفتت إلى أن أبرز الفصائل المشاركة في الهجوم هي: "فيلق الشام، لواء السلطان مراد، جيش السنة" وآخرين.
وبحسب وكالة ANHA الكردية، قال عضو المجلس العسكري لوحدات حماية الشعب في عفرين "مظلوم عكيد" أن 83 عنصرًا من "المجموعات التابعة لما يسمى بالائتلاف الذي يضم بقايا المجلس الوطني الكردي"، قتلوا خلال الاشتباكات التي جرت يوم أمس، مشيرًا الى أن جثث 66 منهم في أيدي الوحدات، وأوضح عكيد أن مقاتلي الوحدات استولوا على أسلحة خلال المواجهات، منوهًا إلى أن الاشتباكات مستمرة بشكل متقطع في بلدة تل رفعت "أرفاد"، نقطة البراد الواقعة بين تل رفعت وعين دقنة، قرية عين دقنة"، وفقًا للوكالة.
جثث الثوار في استعراض أمام مسؤول حزب الله وقناة "المنار"
وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الثورة السورية، قامت "وحدات حماية الشعب" الكردية "YPG" أمس بالتشهير بجثث عناصر يتبعون لكتائب ثورية في ريف حلب الشمالي، على شاحنة طويلة جابت شوارع مدينة "عفرين".
واعترف "ألدار خليل" القيادي في حركة "المجتمع الديمقراطي" الكردية بما وصفه "استعراض جثث الأعداء على هذا النحو أمام المدنيين بالشوارع، كما حصل في عفرين اليوم".
"أبو المجد كوملة"، عضو المجلس الثوري الكردي السوري، وفي حديثه ل"أخبار الآن، أكد أن ميليشيا "YPG" قامت باستعراضٍ وحشي بجثث عناصر من الثوار لا ينتمون لفصيلٍ إسلامي سواء كان من "جبهة النصرة" أو من "أحرار الشام" أو "فيلق الشام"، مضيفاً أنهم من أبناء قرى الريف الحلبي الشمالي من قرية "عين دقنة" أو "تل رفعت" وغيرها، إضافةً إلى عددٍ من عناصر الثوار قدموا في وقتٍ سابق من ريف حمص، عقب سيطرة داعش على مواقعهم.
وأوضح أيضاً أن ثلةً من أبناء القرى التي احتلتها الميليشيات الكردية مؤخراً، قاموا بتشكيل غرفة عملياتٍ مصغَّرة، أملاً في تحرير قراهم من سيطرة تلك الميليشيات، ودخلوا في مواجهات عنيفة معها يوم الأربعاء، واستمرت لساعات، على أطراف بلدة "عين الدقنة" شرق بلدة "منغ"، وعلى أطراف مدينة "تل رفعت"، سرعان ما انتهت ذخيرتهم وخذلتهم فصائل أخرى وعدتهم بالمؤازرة فحدث ما أبدل وجه المصير، حسب كوملة.
وأضاف أن أكثر من 56 عنصراً من الثوار قضوا، فيما قامت الميليشيات الكردية بعرضٍ وحشي لجثث المقاتلين الثوار، حيث وضعت جثثهم على شاحنةٍ طويلة قدمت من مدينة "نبل" الموالية لنظام الأسد.
وأضاف: "إن الشاحنة جاءت من مدينة نبل التي تسيطر عليها ميليشيات حزب الله اللبناني، لافتاً إلى أن مسؤول الحزب في المدينة ويدعى "حجي لبناني"، حضر هذا الاستعراض، إضافةً إلى فريق قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله".
وأشار "أبو المجد" إلى أن الميليشيات الكردية تسعى لاقتراب داعش من مدينة عفرين، لقاء تدمير المدينة، بحجة محاربة داعش وذلك باتفاقات سرية تبرمها مع نظام الأسد وميليشياته الطائفية.
وكانت ما يعرف بـ "قوات سوريا الديمقراطية" قد شنت هجومًا واسعًا في ريف حلب الشمالي، فبراير الماضي، سيطرت من خلاله على عدة قرى وبلدات أبرزها بلدة منغ ومطارها العسكري، ومدينة تل رفعت، ويضم هذا التشكيل عدة فصائل أبرزها وحدات حماية الشعب الكردية.