أخبار الآن | حماة – سوريا (مكسيم الحاج)
أصبحت عمليات الخطف والسرقة أمراً معتاداً لدى أهالي مدينة حماة، فقد تجاوزت معدلات عمليات الخطف إلى أكثر من حالتين أو ثلاثة بشكل أسبوعي، علاوةً عن سرقة السيارات والمجوهرات من المنازل في عدّة أحياء من المدينة ذاتها، والذي بات روتيناً يومياً في هذه المدينة التي يسيطر عليها جيش النظام بشكل كامل.
عمليات خطف وسرقة
حيث أفاد الناشط "سلطان الميداني" في مدينة حماة، بأن حي القصور يشهد وبشكل شبه يومي عمليات خطف لنساء وأطفال، بالإضافة لسرقة سيارات من المدنيين وفي أوقات مختلفة ولكن غالبها في وضح النهار، خاصة في الشارع المؤدي إلى دوار "القصاب باشي" والذي تنتشر من خلاله عصابات قوات النظام المسؤولة عن الخطف.
وأكّد في حديثه لأخبار الآن، بأن عدّة أحياء تعاني أيضاً من هذه العمليات اليومية والمتكررة كحي جنوب الملعب وحي الكرامة "حي البعث" والبرناوي، وخاصة المناطق النائية التي تقلّ الحركة فيها من قبل أهالي الحي، مضيفاً بأن المسؤولين عن هذه العمليات هي عصابات الشبيح "أحمد درويش" الذي يتمركز في ريف حماة الشرقي، بالإضافة لعصابات الشيخ حسن والشيخ فضل التابعين لأفرع أمن الدولة والأمن العسكري.
وأضاف "سيف"، الناشط الحقوقي وموثّق الانتهاكات في مدينة حماة، بأن مدينة حماة ومنذ شهر إلى اليوم شهدت أكثر من 14 عملية خطف لأطفال دون سن التاسعة ولنساء من شوارع المدينة، ولأكثر من 20 سيارة مدنية تم سرقتها.
وأشار إلى أن عمليات سرقة السيارات تكون عبر قيام عناصر عصابات النظام بحاجز مؤقت في أحد شوارع تلك الأحياء الفارغة وينتظرون إلى أن تمر إحدى سيارات المدنيين، ثم يقومون بطلب هويته، ليقوموا بعدها بإيهام السائق بأنه مطلوب لأحد الأفرع ليصطحبوه برفقة سيارته إلى إحدى المناطق خارج مدينة حماة ويلقون به بعد ضربه أو يقتلوه إذ ما قام بمقاومتهم.
فيما أن النظام وبحسب سيف، يعمل أمام أعين المدنيين على إقامة حواجز نظامية من أفرعه تحت زعمه بنيته بإلقاء القبض على هؤلاء العصابات التي هي بالأصل تعمل معهم جنباً إلى جنب وتحت رعاية ضبّاطهم ذاتها، والمؤكد لذلك بأن سيارات المدنيين والمخطوفين يتم نقلهم بشكل فوري من مدينة حماة إلى ريف حماة الشرقي ولاذي يجب على العصابة أن تعبر أكثر من ستة حواجز لتصل إلى مركزها في ريف المدينة الشرقي، وهذا ما يدلّ على أن جميع ما يحدث من هذه العمليات هي تحت رعاية النظام وحمايته.
غياب سلطة النظام
وقال أبو محمد القيادي في كتائب الثوار في ريف حماة، بأن هذه الظاهرة تدلّ على عدم سلطة النظام وقياداته في حماة على هؤلاء العصابات التي تعمل لنفسها ولأسمها فقط، فهذه العصابات وعقب القبض على بعض عناصرها في كمائن في ريف حماة وعلى طريق السلمية، جميعها ليس آبه بالنظام أو بوآمره وإنما يعلم من هو قائد عصابته وما هي أوامره وفقط، وبأن عملهم يتم بالتنسيق بين قائد هذه المجموعة وقيادات الأفرع الأمنية بحماة.
ويسعى قادة هذه الأفرع الأمنية في مدينة حماة في إبقاء هذه الظاهرة عقب توقف عمليات الثوار في مدينة حماة، وذلك من أجل إظهار بأنهم يعملون على حماية الأهالي من العصابات المسلحة أمام القيادات الأمنية في دمشق، من أجل بقائهم وبقاء عناصرهم في مدينة حماة وعقب سحبهم إلى جبهات مشتعله أخرى، وهذا ما يفعلونه في كل حين بخلق زعزة أمنية في المدينة ولكنها في مرة تختلف عن سابقتها، فسابقاً كانوا يقومون بتفجير بعض العبوات الناسفة في أماكن مأهولة بالسكان، ومرات أخرى بإطلاق رصاص على بعض المنازل، والآن الخطف والسرقات، وجميع ذلك تحت رعايتهم وحمايتهم لهذه العصابات كعصابات أحمد درويش وحسن النعيمي وطلال الدقاق وغيرهم كثر.