أخبار الآن | غازي عنتاب – تركيا (هيام النشار)
اعتمد ناشطون سوريون صورة حمراء عبر حساباتهم الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، للتعبير عن مشاعر الغضب والحزن، لما آلت إليه أوضاع محافظة حلب خلال الأيام القليلة الماضية، من مجازر أودت بحياة عشرات المدنيين.
الصور الحمراء عبر "بروفايلات" الناشطين، رافقتها وسوم تعبّر عن الكارثة التي تعيشها المدينة، وأبرزها "حلب تحترق" و"أنقذوا حلب"، إلى جانب وسوم باللغة الإنكليزية تصب في ذات السياق. وشهدت حلب منذ منتصف نيسان الجاري تصعيدًا أنهى فعليًا اتفاق "التهدئة" فيها، فاستهدف الطيران الحربي أحياءها والبلدات المجاورة بعشرات الغارات، وتسبب بمقتل وجرح مئات المدنيين، إلى جانب استهداف مباشر لمشافٍ ومراكز دفاع مدني فيها.
الناشط الإعلامي "جميل حمودي" عبّر عن الحملة التي انطلقت وشارك فيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: العبرة من تغيير الصورة للأحمر في لفت نظر العالم إلى المجازر التي تحدث في حلب وعن الصمت الدولي، وكان هدف الحملة صبغ الفيس بوك باللون الأحمر تضامنا مع حلب الجريحة".
وبالتوازي مع ذلك، يحشّد النظام السوري قواته في الريف الجنوبي والشمالي من المدينة، بدعم جوي ولوجستي روسي، وبري إيراني، بالإضافة إلى وجود الميليشيات الأجنبية والمحلية، الأمر الذي بدا تحضيرًا لهجوم جديد ينهي وجود المعارضة فيها.
ويعتبر محللون هذه المحافظة أكثر مناطق الصراع تعقيدًا في سوريا، إذ تسيطر عليها فعليًا أربع قوىً "النظام، المعارضة، الوحدات الكردية، داعش"، ما جعل منها مسرحًا لعمليات عسكرية كبيرة، كان المدنيون الخاسر الأكبر فيها.
أما الناشط "زاهر السعيد" فقال لأخبار الآن: "في الحقيقة يمكننا أن نقول لا شيء بوسعنا فعله غير التضامن على فيسبوك أولا آملين تفاعل عدد كبير من الناس مع الحملة وأن تصل إلى الإعلام الغربي، مع العلم أننا فقدنا الثقة بأن المجتمع الدولي سوف يحرك ساكنا حيال المجازر التي ترتكب في سوريا"، وأضاف "السعيد": إذا أصبحت الحملة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي ربما تلفت انتباه المؤيدين للنظام المجرم وبأن الذي يدمر ويحرق سوريا ليس "الإرهاب" بل النظام وبأن النار التي أشعلها سوف تصلهم.
غوغل بالأحمر
طالب ناشطون سوريون شركة "غوغل" بوضع علامة على محرك البحث للإشارة إلى المجازر التي تجري في مدينة حلب، عبر حملة بدأها موقع "آفاز" اليوم السبت 30 نيسان. وتهدف الحملة، بحسب تعريفها، إلى "فضح ممارسات قوات الأسد على الملأ، وتوجيه الرأي العام الدولي للقيام بواجبه لوقف حمام الدم هناك".
ولفت الناشطون إلى أنها تأتي "نتيجة القتل الممنهج الذي يقوم به نظام الأسد وميليشياته، في سوريا عمومًا وفي حلب خصوصًا، خاصة بعد قتل أكثر من ألف شخص خلال تسعة أيام".
ويطلق ناشطون سوريون حملات عديدة على منصة آفاز، بحسب الأحداث وذكريات الثورة السورية، وكان آخرها في 20 نيسان الجاري، حين دعوا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لتنحية المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان ديمستورا.