أخبار الآن | الرقة – سوريا (عزام الحاج)

يواصل داعش شن حملة إرهاب منظمة ضد المجتمع المحلي في مدينة الرقة. هذه الحملة المستمرة تصاعدت خلال الأسابيع الماضية، وتحديداً إثر انسحابه من مدينة تدمر قبل أكثر من شهر.

تتمثل حملة الإرهاب الداعشي هذه بإعدام مواطنين من أبناء الرقة بتهم كثيرة، لكن معظمها يتركز حول التعامل وتقديم معلومات للنظام السوري أو لقوات التحالف أو شتم الذات الإلهية. فيوم الجمعة الماضي، 29 نيسان، قتل داعش شاباً أمام أنظار المتسوقين والمارة في وسط ساحة شارع تل أبيض "دوار الدلة" في الوسط التجاري بمدينة الرقة بتهمة التعامل مع النظام السوري وتقديم معلومات أدت إلى قتل مسلمين. وهي تهمة يوجهها داعش عادة إلى مناوئيه للحد من غضب أسرهم وامتصاص نقمة الجمهور وحجب تعاطفه عن الضحايا الذين يقوم بإعدامهم.

وقتل داعش يوم أمس السبت، 30 نيسان، طفلين، أعمارهم في حدود الخامسة عشرة، بطلقة في الرأس بتهمة "التجسس على الدولة"، كما قتل ثلاث سيدات داخل أحد سجونه بتهمة "شتم الذات الإلهية"، دون أن ترشح المزيد من المعلومات حول طريقة الإعدام أو هويات السيدات المقتولات.

واليوم واصل داعش ممارساته الوحشية عندما أقدم على إعدام 4 شبان ذبحاً بالسكاكين في "إصدار" جديد من حلقات وحشيته المنفلتة، حيث يخص بعض الناشطين المقاومين بإعدامات وحشية مصورة ينشرها عادة على نطاق واسع من أجل تحقيق أعلى درجة من درجات ترهيب أعدائه، وخاصة الصحفيين والناشطين المدنيين الديمقراطيين. إصدار داعش الأخير هذا تضمن زوجين من الصور لأربعة شبان بعمر المراهقة وقد كُتب على طرف أولى الصور اسم الشاب وتهمته أما الصورة الثانية فقد التقطت أثناء قيام عنصر داعشي ملثم بنحر كل شاب منهم من وراء ظهر المغدور، وسط أنقاض مكان مُدمر.

الشبان الأربعة هم: "حمود حسن الحمود" و"جمعة مصطفى الخلف" و"علي أحمد مردود" و"علي عبد العلي" الذين وصف داعش كل منهم بـ"الجاسوس المرتد"، ووجه إليهم تهمة "القيام بتصوير مواقع وإعطاء معلومات للتحالف الصليبي تسببت بقصف وقتل المسلمين". ليرتفع بذلك عدد الشبان والشابات الرقيين الذين قتلهم داعش بذريعة تقديم المعلومات والتصوير إلى أكثر من 30 شخصاً خلال الأشهر القليلة الماضية.

وعملياً، فإن وصف "مرتد" المضاف إلى تهمة التجسس وحدها تؤدي إلى القتل بحسب منطق إرهاب داعش، إذ تُعتبر تهمة "الردة" كافية لقتل أي شخص وهي تهمة يمكن لأي "شرعي" من داعش أن يلصقها بأي شخص لاعتبارات ومبررات عديدة، قد تبدأ من خيارات الشخص الفكرية أو السياسية ولا تنتهي عند موقفه من داعش. إذ عمد داعش إلى إلصاق أوصاف "كافر" و"مرتد" و"صحوات" و"جاسوس" لكل مخالفيه من أبناء المجتمعات المحلية التي سيطر عليها تدريجيا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة في سورية والعراق. وهذه التهم تتطابق فعلياً مع أي نشاط في الشأن العام ينطلق من رؤية وممارسة مختلفتين عما يراه ويفعله، وبذلك فإن صحفيين ومقاتلي الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين وسياسيين معارضين في صفوف الثورة السورية هم من وصفهم داعش بهذه الأوصاف ونفذ بهم أحكامه الوحشية المخالفة لكل مبادئ وقواعد أخلاقية وقانونية عرفها البشر.