أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
فيما تشهد أحياء مدينة حلب منذ عدة أيام تصعيداً عسكرياً كبيراً أسفر عن مقتل أكثر من 200 مدني وجرح آخرين في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، أصدرت عدة فصائل ثورية في سوريا "أمس السبت" بيانا أشارت من خلاله إلى أن اتفاق وقف الأعمال العدائية "التي وافقت عليه في البداية" هو اتفاق يشمل جميع الأراضي السورية باستثناء مناطق سيطرة داعش، مؤكدة رفضها القبول بمبدأ التجزئة أو الهدن المناطقية، مع التأكيد على أن الاعتداء على أية منطقة محررة يتواجد فيها أي فصيل ثوري هو بمثابة الاعتداء على المناطق جميعها وللفصائل حق الرد في الزمان والوقت الذي تختاره.
ويأتي هذا البيان، الذي وقّع عليه ستة وخمسون فصيلا عسكريا من بينهم "جيش الإسلام والجبهة الشامية وفصائل الجبهة الجنوبية إضافة لغرفة عمليات فتح حلب" عقب إعلان قوات الأسد البدء في تطبيق هدنة جزئية في دمشق واللاذقية ترافق مع تصعيد القصف الجوي على أحياء مدينة حلب والذي تزامن أيضا مع رفض روسيا الضغط على الأسد لوقف هذه الغارات الجوية وتبريرها بأنها جزء من القتال ضد "الجماعات الإرهابية" في سوريا.
وأشار إلى أن اتفاق وقف الأعمال العدائية أصبح بحكم الميت عملياً، في ظل اشتداد القصف العشوائي من قبل نظام الأسد وحلفائه على مدينة حلب خصوصا، كما اتهم الموقعون أيضا القوات الروسية بالمشاركة وبشكل مباشر في جرائم الحرب المرتكبة من خلال قصفها الأحياء المدنية والمنشآت الطبية.
ونوّهت الفصائل في بيانها، أنه منذ بداية اتفاق وقف الأعمال العدائية وبالرغم من الملاحظلات الكثيرة على نص الاتفاق إلا أن الفصائل التزمت به وتحلّت بقدر هائل من ضبط النفس شعورا منها بالمسؤولية الكبيرة على عاتقها لإنجاح أية فرصة لأي حل سياسي مرضي لتطلعات الشعب السوري الثائر.
كما جددت الفصائل تأييدها لموقف الهيئة العليا للمفاوضات بقرار تعليقها للعملية التفاوضية الجارية ودعتهم للثبات عليه طالما أن البنود الإنسانية 12و13و14 في قرار مجلس الأمن رقم 2245 لم ينفذ وبشكل كامل وخصوصا إيقاف استهداف المدنيين وفك الحصار عن المناطق المحاصرة بشكل تام والإفراج عن المعتقلين والمخطوفين والرهائن.
"العقيد قاسم الحريري" قائد فرقة الحسم التابعة للجبهة الجنوبية وأحد الموقعين على البيان تحدث لمراسل أخبار الآن: "إن التزام كافة الفصائل الثورية في سوريا باتفاق الهدنة كان يهدف إلى إغاثة المناطق المحاصرة ومن أجل تخفيف المعاناة الشديدة على المناطق المنكوبة، إضافة لإفساح المجال للمبادرات السياسية لإنهاء نظام الأسد وميليشاته".
وأردف الحريري أيضا بأن: إمعان نظام الأسد في تدمير أحياء كاملة من مدينة حلب وأمام ما يجري من جرائم كان لابد من تحرك كامل لكافة الفصائل لردعه وهو ما عبر عنه البيان الأخير فبالتأكيد لن تبقى الهدنة ولن نقف مكتوفي الأيدي جراء ما يحصل من إنتهاكات خطيرة في حلب.
وعن تأييد الفصائل الثورية للهيئة العليا للتفاوض أكد "الحريري" بأن جميع فصائل الجبهة الجنوبية تقف وتؤيد المواقف الجريئة والثابتة التي اتخذتها الهيئة العليا، ما دامت هذه المواقف تعبر عن تطلعات الشعب السوري بالحرية والخلاص من نظام الإجرام الأسدي, كما أن فصائل الجبهة الجنوبية تؤيد قرار وقف التفاوض.