أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)
في سماء حلب يعلو غبار الموت منذ أكثر من خمسة عشر يوما، ساحبا معه لهب الحقد الأسدي حارقا الحجر قبل البشر، في ظل صمت أممي خجول ما دفع السورين والعرب الذين يتلقون الأخبار من حلب إلى الخروج في تظاهرات ووقفات احتجاجية ردا على الهجمة في ظل هدنة أُعلن موتها.
في "جسر الشغور" دعا فريق "مفاتيح" التطوعي إلى تظاهرة تضامنا مع حلب وجاء في فعالية أطلقوها على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو جميع الأهالي في ريف جسر الشغور اليوم الجمعة 6-5-2016 لمشاركتهم في تظاهرة "حلب تحترق" في قرية القنية، كمحاولة للفت الانتباه إلى مأساة مدينة حلب وجميع مناطق سوريا. وعن معاناة الشعب هناك وعمال الإنقاذ والدفاع المدني والأطباء الذين يقتلون بالعشرات من قبل طائرات النظام والعدوان الروسية والميليشيات الايرانية.
"هادي خراط" أحد أعضاء فريق مفاتيح التطوعي والمشرف على الفعالية قال لأخبار الآن: "معظم نشاطاتنا تركز على الأطفال، ولكن ما يحدث في حلب غير مقبول ولا يمكن للعقل البشري تحمّله، لذلك قمنا بالدعوة للتظاهرة لعلها تحدث تأثيرا على الناس في كل بقعة من أرض سوريا للتضامن مع حلب الجريحة ورسالة منا الى أهلنا في حلب بأننا معهم وجرحهم جرحنا" وأضاف: من الملفت مشاركة الأطفال لنا في التظاهرة وبعدد كبير في النهاية الأطفال هم الفئة الوحيدة التي منذ خمس سنوات وهي تتعايش مع الأحداث الجارية كافة.
"محمد عرب" ناشط من مدينة جسر الشغور كان من المنظمين للتظاهرة، قال لأخبار الآن: نحن مجموعة ناشطتين أردنا عمل فعل تجاه حلب، وفي الأيام الماضية كنا بوقفة في بلدة "دركوش" واليوم في قرية "القنية" وقفنا من أجل حلب ومن أجل الدفاع المدني".
نشاطات مفاتيح وبرامجها
السيد "أيمن عماد الدين خراط" رئيس مجلس "القنية" قال لأخبار الآن: "شاركنا بالمظاهرة اليوم تعبيرا عن صمودنا وبقائنا على العهد والوعد الذي وعدناه لأطفالنا بأننا أحرار، وتعبيرا على وقوفنا مع إخوتنا بحلب تنديدا بأعمال المجرم بشار وأعوانه"، وأضاف: لنوصل رسالتنا له بأننا شعب سوري حر لا نخاف لا من طائراته ولا من روسيا وسنظل صامدون إلى تحرير سوريا الأم من دنسه.
"نذير العبدو" قائد فريق مفاتيح التطوعي وأحد المؤسسين قال لأخبار الآن: "تعددت نشاطات الفريق في مساعدة الأطفال والاهتمام بهم فكان أحد الشعارات التي رفعها الفريق "نبني طفلاً اليوم .. نبني مستقبل غدٍ أفضل" ومن هذا المبدأ انطلقنا في القيام بحملات توعوية والترفيهية وتعليمية للأطفال، وكانت البداية من خلال حملتين في الأعياد تحت عنوان "هيك منعيد" التي استقطبت الأطفال النازحين في مخيمات ريف جسر الشغور لتعويض جزء بسيط من الحرمان الذي يعيشونه وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم، وأضاف "العبدو": أما المشاريع الخدمية فقد ركزت أيضا مع شركائنا كجمعية "لين" في دعم المجال التعليمي للأطفال وذلك بالقيام بترميم بعض المدارس، ونوّه "العبدو": انطلقنا في أعمالنا إلى توعية عامة للمجتمع فقمنا برسم جداريات في منطقة ريف جسر الشغور كانت تهدف لبث روح التفاؤل ودعم أفكار بناء المجتمع والمستقبل، وقد يكون من أهم الحملات التي قمنا بها في الشتاء حملة "ما عاش البرد" التي أمنت أكثر من ألفي كيس من الأغراض الشتوية لأطفال المدارس في ريف جسر الشغور.
"وكان للفريق إسهامات في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة حيث قام فريقنا "مفاتيح" ببعض الزيارات والدعم النفسي، إضافة إلى حملة لتوزيع الكراسي المتحركة على هؤلاء الأطفال لمساعدتهم وإخراجهم من عزلتهم".
فريق "مفاتيح" يضم مجموعة من الناشطين العاملين داخل سوريا، مركزهم الرئيسي يقع في ريف محافظة إدلب منطقة "جسر الشغور". ترتكز نشاطاتهم على وضع خطط تنموية خدمية وطرح مشاريع لمساعدة المجتمع المحيط، كما يقوم بالمبادرات الاجتماعية والفعاليات المدنية الخدمية "الثقافية، الصحية، التوعوية"، ويسعى لأخذ دور الوسيط بين فاعلي الخير والجهات المتبرعة والمحتاجين في الداخل، نركز على الأطفال في معظم نشاطاتنا.
ويعمل الفريق على غرس قيم التسامح والتفاهم وتقبل الغير بين الأطفال وتطوير المهارات والمواهب الخام، كما يعتمد الفريق خطاباً متوازناً في المضمون والأسلوب ويسعى الفريق إلى التعاون مع الشركاء والمتطوعين والعاملين في المجال الخدمي الإنساني في المجتمع ويعمل على تذليل العقبات والابتعاد عن الأنا بهدف تطوير التواصل والتكاتف معهم، نسعى بكل جهد دائماً لإكمال مسيرة البناء والتغيير نحو الأفضل.