أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (حلا محمد)
خلال خمس سنوات من عمر الثورة السورية، فقد النظام نسبة كبيرة من خزانه البشري المؤيد له، وخصوصاً من "الطائفة العلوية" المتمركزة بشكل عام في ريف اللاذقية، حيث تصادف المئات من أوراق النعوة لقتلى النظام أثناء معاركه مع الثوار في مجمل الأراضي السورية.
منذ فترة قام النظام ببعض التعويضات التي لا تقدّر بثمن -حسب قول بعض المؤيدين- والتي بدأت في السويداء برأسي ماعز مقابل كل قتيل أو فقيد، ثم وصلت إلى عائلات قتلاه في الساحل السوري وتحديداً في العام الماضي في قرى وريف "القرداحة" مسقط رأس النظام، حيث حصلت عائلة كل قتيل على "كروز معسل وعلبتي متة" لتنتشر بعدها موجات الغضب العارم في صفوف المؤيدين.
وتساءل البعض عن خلفية غضب المؤيدين، هل تكون بسبب عدم مساواتهم بالعائلات التي تم توزيع رأسي ماعز عليها، أم لأن المتة والمعسل هي التي قد تعوض أهل القتيل عنه، إلى أن قامت بعض الجهات المسؤولة في حكومة النظام بعمل "مبادرة رمزية" على حد وصفهم، لبعض عائلات قتلى جيش النظام في مناطق ريف اللاذقية المؤيدة للنظام في ذكرى عيد الشهداء.
حيث تم توزيع "ساعة حائط" والتي قد يظن البعض أنها من الذهب؛ إلا أنها من النوع العادي اي من البلاستيك، وما يميزها أنها تحمل اسم القتيل في داخلها، والتصوير قرب الساعة مع أهالي القتيل ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، مما تسبب في موجة من الغضب والسخرية لمؤيدي النظام من سياسات قيادتهم الحكيمة!
آراء ساخرة وأخرى غاضبة في الشارع المؤيد
أثناء تواجدي في الجامعة تبادر إلى مسمعي إحدى الطالبات الجامعيات في حديثها مع بعض زملائها حول هذه الخطوة، قائلة: "في البداية رأسي ماعز، ثم كروز معسل وعلبتي متة، والآن ساعة حائط؟ هذا استخفاف بعقولنا وأرواحنا، جارتي عند استلامها للساعة قامت بالبكاء وتريد تكسير الساعة لولا اسم زوجها المكتوب داخلها وهي تقول "فديناه بدمنا بيبعتلنا ساعة عادية؟ هي غلاوتنا عندو؟".
بينما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من التعليقات الساخرة والرافضة لتلك الخطوة المضحكة، ومن بين تلك التعليقات من يرفض أن تكون الساعة من البلاستيك، قائلا: "تكريم رمزي ومعنوي، شو بيمنع انو تكون مصنوعة من دهب .. خيو عالقليلة العقارب دهب بس .. ما بلاستيك متل ما وصفوا .. بعدين يا اخي يبيعوا كم سيارة من اساطيل سيارات المسؤلين ويعملولهن ساعات يكون الها قيمة مادية ومعنوية بنفس الوقت".
بينما انتقد آخر وجود ثلاثة ضباط من جيش النظام برتب "عميد وعقيدين" فقط لتوزيع ساعات لأهالي القتلى، كاتباً: "يعني بربك مقتنع انت بحكيك؟ بعدين معقول كل هالرتب ما عندا شغل غير تيوزعو ساعة .. في عساكر إلها كذا شهر ما نزلت إجازة وضباط الله يحمين ما عم يفضو يحكو راسن ولا يشوفو ولادن وهدون عم يوزعو ساعة .. وكلو مقبوووول كان بس ليش هالبروظة وطق الصور".
ولينتقد آخر كونها "ساعة" ولمَ لم تكن شيئاً آخر لدولة لم يهزها كل ما يحدث، ليكتب: "بحيات إمك ساعة .. إي بربك مو شي مسخرة ولسى بتقول تضليل ولك اي وأمير المؤمنين معهم حق يتمسخرو .. قال ساعة وهدية رمزية .. ليش الدولة مو قادرة تعطيهم هدية رمزية سيارة مثلا ؟؟".
يذكر أن معظم ميليشيات الشبيحة وقيادات جيش النظام هم من الطائفة العلوية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنظام، والذي قُتل من شبابه ورجاله خلال خمسة سنوات ما لا يقل عن مائة الف شخص.