أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (حلا محمد)
تعد المشافي المتواجدة في أي مدينة ما سواء كانت حكومية أو خاصة، من أهم مؤسسات الدولة والتي يجب أن تتوافر فيها جميع أنواع الأدوية واللقاحات وأنواع الطبابة، إلا أن المشافي في مدينة اللاذقية فُقد العديد من أدويتها وسط إهمال إداري كبير، وهذا ما لمسه أهالي المدينة خلال الفترة الماضية.
وسواء أثناء إجراءات المراجعات الروتينية أو الحالات الطارئة وحتى الإسعافية؛ فقدت العديد من الأدوية الهامة، كما حدث في إحدى الحالات حيث انتشرت الكلاب الشاردة في المدينة والريف وخصوصاً بعد انتشار قتلى النظام أثناء معاركه، وقامت بعض العديد من الأشخاص الذي اضطرهم الأمر إلى القدوم للمشافي الحكومية للتطعيم ضد الكَلَب.
حيث انتشرت على شبكات الإنترنت الشكاوى من أحد الأشخاص الذين زار مشفى "الحفة" التابع للاذقية للتطعيم ضد الداء، وأرسلوه إلى المشفى الوطني في اللاذقية ومنه إلى مشفى "الأسد" والجامعي لينتهي به المطاف إلى المشافي الخاصة التي صرحت أيضاً بعدم تواجد هذا اللقاح وانتهى به المطاف بأحد مشافي طرطوس الذي أعطاه الإبرة الوحيدة المتواجدة لديهم.
أنواع اخرى فقدت من المشافي
التقيت مع الدكتورة "خ. ب" العاملة بأحد المشافي الحكومية في مدينة اللاذقية حول فقدان عدد من الأدوية: "بدأت العديد من الأدوية والعقاقير والأدوات الهامة بالنفاذ منذ أكثر من عام وترجع الأسباب لانقطاع بعض الطرقات بين اللاذقية ودمشق والمناطق الأخرى التي نستقدم منها الأدوية، ولوحظت العديد من الحالات التي يُستعاض عن المواد الأساسية بمواد ثانوية لا تُكمل وظيفتها".
وعن الفساد المستشري في المشافي تقول الدكتورة: "عدد كبير من الممرضين والأطباء "المدعومين" في المشافي لا يعمل بدوامه الرسمي، بل بـ "التفييش" ليأتي في آخر الشهر ليأخذ راتبه الشهري، ويمارس عمله الآخر في وقت الدوام الرسمي، ناهيك عن كتّاب التقارير والذين يعتبرون عناصر الأمن في المشفى، والذي لا يجرؤ أحد على التفوه بأي كلمة أمامهم".
معاملة سيئة للمراجعي المشافي الحكومية "المسلخ الوطني"
لطالما انتشرت عبارة "المسلخ الوطني" بين سكان مدينة اللاذقية وذلك قبل الثورة، وذلك بسبب المعاملة غير اللائقة والسيئة من عاملي المشفى للمراجعين والمرضى، وخلال الخمس سنوات استشرت هذه الظاهرة بشكل كبير وخاصة في الفترة الأخيرة وفي حالات استقبال جرحى قوات النظام من مناطق الاشتباكات.
وأثناء إحدى الجلسات التقيت مع أحد مراجعي المشفى الوطني الرجل الأربعيني "أبو محمد" في مدينة اللاذقية وسمعت منه المعاملة السيئة للمرضين: "اضطر أحياناً لمراجعة المشفى الوطني للقيام بالفحوصات الصحية، عند الدخول للمشفى تشعر وكأنك داخل إلى أحد الأفرع الأمنية، بعض العاملين يعاملوننا كالأبقار لا البشر، الصراخ والعبوس، وعدم تواجد الطبيب المختص، أو تعطل إحدى الآلات".
ويضيف: "ملائكة الرحمة كما يُطلق عليهن، أصبح بعضهن "خفافيش الظلام"، معاملة جدا سيئة، تشعر عند المراجعة وإن كان الطبيب المختص متواجداً، يعمل جاهداً لكي يُنهي عمله بسرعة دون دقة ليعود إلى محادثاته على الجوال أو مع الممرضات".
يذكر أن مشافي النظام استقبلت العديد من جرحى قوات النظام على مدى الخمس سنوات الماضية، وشهدت في بعض الأحيان العديد عدم استقبال المراجعين والمرضى من أهل المدينة لامتلائها بالجرحى والقتلى.