أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
بعد تواجد العديد من السوريين الهاربين من قصف قوات النظام وغاراته في تركيا، ومن استقر منهم في مخيمات اللجوء، تكفلت بهم تركيا "الطعام والشراب والمواد الأساسية بالإضافة للتعليم والخدمات الصحية"، إلا أن المقيمين خارج المخيمات لم تشملهم كل تلك الخدمات.
وشارك الهلال الأحمر التركي في تقديم مساعدات مادية وعينية للسوريين المقيمين في إقليم هاتاي -أنطاكية- خارج المخيمات عن طريق بطاقة ذكية يمنحها الهلال الأحمر للاجئين السوريين بمخصصات مالية حسب حاجة الأسرة وعدد أفرادها، وذلك بعد مرور اللجنة على العائلة وتسجيل البيانات.
"بطاقة المول" الشهرية
يعد نظام بطاقة الهلال الأحمر التركي مناسباً للعديد من السوريين، حيث يتم إضافة مبلغ 25 ليرة تركية للفرد الواحد من العائلة كل خمسة عشر يوماً، حيث يجب صرفها من عدة مراكز ومحلات تجارية "سوبر ماركت" معتمدة خلال الفترة المحددة، وتشمل المواد الغذائية المتنوعة عدا بعض الأصناف التي لا تعد ضرورية، مثل علب السجائر والكولا والمقبلات والبسكويت.
التقت أخبار الآن مع "أبو العبد" أحد المستفيدين من بطاقة المول: "أتت هذه البطاقة بمثابة دعم جيد للسوريين، حيث استفاد العديد منها وانخفضت مصاريف عائلته بشكل كبير، حيث أن عائلتي مكونة من ستة أشخاص، أي ثلاثمائة ليرة تركية شهريا، وهو ما يعادل نصف راتب أحد أبنائي، كل خمسة عشر يوماَ أذهب إلى أحد المراكز المعتمدة لإحضار المواد التموينية الأساسية مثل الأرز والسكر والشاي والمواد الأخرى".
ويضيف أبو العبد: "ومنذ شهر تقريباً أضيف مبلغ 550 ليرة تركية لشريحة كبيرة من المستفيدين من البطاقة، وهو تحت بند بدل الألبسة الشتوية، أتى هذا المبلغ بمثابة دعم كبير، فهو يمثل بالنسبة لنا أجرة المنزل الشهري بالإضافة إلى فاتورتي المياه والكهرباء التي ترهق جيب اللاجئ السوري في تركيا".
البعض استفاد والبعض الآخر ينتظر اللجنة
تقوم لجنة مكونة من بضعة أشخاص بالمرور على معظم الأزقة والحارات في مدينة أنطاكية التركية، بحثاً عن العائلات السورية، والكشف على بطاقة الكيملك "بطاقة تعريف اللاجئ" والتي قد لا يملكها البعض، والذي شكّل مشكلة كبيرة للبعض الذي استعجل في استصدار الكيملك، ومن ثم تسجيل البيانات ورقم الهاتف للاتصال بهم لاحقاً واستلام البطاقة إلى حين تفعيلها.
وعن بعض العائلات التي استلمت البطاقة منذ سنوات والبعض الآخر الذي لا زال ينتظرها يقول أبو خالد: "لي في أنطاكية ما يقارب الثلاث سنوات مستمرة وأعمل مع أولادي، ولم أرى إلى اليوم اللجنة، حيث أكون غير متواجدا أثناء مرورهم أو لا يعلمون أن في هذا البناء عائلة سورية، خلال هذه السنوات لو كنت أمتلك تلك البطاقة لوفرت الكثير من المال لإطعام عائلتي".
ويضيف أبو خالد: "منذ عدة شهور تقوم اللجنة بالبحث عن كل منزل سوري لإفادته ببطاقة الهلال الأحمر، حيث نظم عدد من السوريون عدداً من غرف الواتس آب والفيس بوك وإخبار الآخرين عن منطقة بحثهم وتواجدهم في الأحياء، كي لا تخسر إحدى العائلات أي فرصة للاستفادة من البطاقة والتي تعد حلماً للعائلات السورية في أنطاكية التركية".
يذكر أن إقليم هاتاي استقبل العديد من اللاجئين السوريين إبان الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها قوات النظام على الأراضي السورية، وخاصة ريفي إدلب واللاذقية، ومعظم الأهالي اللاجئين هم من العائلات التي فقدت معظم مصادر دخلها.