أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (أسماء حيدوسي)
يحيي العالم اليوم العالمي للأسرة تحت شعار "الأسر والحياة الصحية والمستقبل المستدام"، ولا يخفى على أحد حجم المآسي الكبيرة التي تتعرض لها الأسر السورية في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد، فنجم منها أحوال معيشية صعبة، أدت إلى دماِر المجتمع السوري.
عصفت الحرُ في سورية بالحياِ الاقتصادية والاجتماعيةِ والصِّحيةِ في المجتمع، ولا تُخفى على أحد المآسي الكبيرةُ التي تعانيها الاسرةُ السوريةُ في الأزمة التي تشهدُها البلاد، سَواءٌ من حيثُ التهجيرُ أو البِطالةُ أو صعوبةُ الحالةِ الإنسانية، وفقدانُ الخِدماتِ الصحيةِ، وغلاءُ الأسعارِ، وغيرُها.
لقد أضرت الحربُ بالأسرة السوريةِ كثيرًا، فنَجَمَ منها أحوالٌ معيشيةٌ صعبة أدت إلى دمارِ المجتمع السوري ، وفرقت الأسرِ السورية، بعد أن أسهمت الازمةُ في سورية منذ آذار/مارس لسنة إحدى عشْرةَ وألفين في تهجيرِ ملايينِ السوريين مسببةً أزمةً إنسانيةً كبيرةً أدت إلى تفكيكِ العائلاتِ السورية ووصولِ الحالةِ الماديّةِ لمعظمِ الأُسرِ السوريّة إلى ما تحتَ خطِ الفَقْرِ العالمي الذي أدى بدوره إلى تَردٍّ واضحٍ في الحالةِ المعيشيّةِ والطبيّةِ والاجتماعيّةِ للأسر كُلِّها نتيجةَ الأزمة التي دمّرت البشرَ قبلَ الحَجَر.
فقد أظهرتْ آخرُ الدراساتِ الاقتصاديةِ العالميّةِ المتخصّصةِ في هذا المجال، أن الأسرةَ السوريةَ المتوسطةَ والمؤلفةَ من خمسةِ أفراد تحتاجُ إلى مالا يقلُّ عن مئةٍ واثنين وأربعين ألفًا وخمسِمئةِ ليرةٍ سوريّة، لتبقى على خطِ الفقرِ العالمي، وذلك وَفقًا لمعاييرِ الفَقْرِ العالميةِ التي حدَّدها «البنكُ الدَّولي».
الأزمةُ السورية مستمرةٌ في حصدِ آلاف الأرواح مخلفةً أزماتٍ إنسانيةً مرعبةً ، منها أزمةُ اللجوءِ عبر المتوسط نحوَ أوروبا إذ تشيرُ التقديراتُ إلى نزوحِ نصفِ سكّان سورية في سنةِ ألفين و خمسَ عشْرةَ ، أي قرابةُ أحدَ عشَرَ مليونَ سوري معظمُهم شُرِّدُوا في وطنهم ، معَ قرابةِ أربعة ملايينَ وأربعِمِئةِ ألفٍ هربوا من بلدهم ودخلوا سِجلاتِ اللاجئين في مختلِف دولِ العالم، فضلا عن مليونٍ ونصفٍ غيِر مسجّلين.