أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (إيهاب بريمو)
مصيرهم مجهول، هل ههم أحياء الآن أم اموات. بعد خمس سنوات من عمر الثورة السورية ما زالوا يقبعون في الحجر المظلمة في إحدى الزنازين في أقبية سجون النظام. وأطلق وصف "الشهيد الحي" على المعتقلين في سجون الأسد كإشارة لما يتعرضون له من أصناف التعذيب الشديد، فهم شهداء طالما موجودين داخل المعتقلات يعيشون الألم والمعاناة والوجع.
أرقام باتت تفوق الخيال
مراسل أخبار الآن تواصل مع "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" من أجل معرفة عدد المعتقلين السوريين في جميع المعتقلات التي ازدادت مع ازدياد القوى المسلحة في سوريا. حيث تم تزويد أخبار الآن بالأرقام التالية:
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قيام القوات الحكومية باعتقال ما لا يقل عن 124596 شخصا بينهم 8642 سيدة و10873 طفلا، وذلك منذ مارس 2011 وحتى مايو 2016. ومنذ مارس 2011 وحتى هذا الشهر وثقت الشبكة قيام قوات النظام بأكثر من 81317 حالة إخفاء قسري بينهم 1162 امرأة و1954 طفلا وذلك في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات الأسد. كما تم توثق قيام قوات "الإدارة الذاتية الكردية" باعتقال ما لا يقل عن 1839 شخصا بينهم 91 سيدة و106 طفلا. ووثقت الشبكة قيام قوات الإدارة الذاتية الكردية ما لا يقل عن 714 حالة إخفاء قسري بينهم 89 سيدة و121 طفلا.
وثقت "الشبكة" أيضا قيام الجماعات المتشددة باعتقال ما لا يقل عن 6471 شخصا بينهم 662 سيدة و797 طفلا و1651 حالة إخفاء قسري بينهم 104 سيدة و567 طفلا، كما وثقت الشبكة قيام داعش باعتقال ما لا يقل عن 6318 شخصا بينهم 611 سيدة و713 طفلا، و1188 حالة إخفاء قسري بينهم 87 سيدة و411 طفلا.
أما جبهة النصرة فاعتقلت ما لا يقل عن 1534 شخصا بينهم 51 سيدة و84 طفلا وما لا يقل عن 463 حالة إخفاء قسري بينهم 17 سيدة و156 طفلا.
واعتقلت فصائل المعارضة المسلحة ما لا يقل عن 2439 شخصا بينهم 894 سيدة و187 طفلا. وتم توثق قيام جهات غير معروفة باعتقال ما لا يقل عن 6912 شخصا بينهم 1147 سيدة و947 طفلا، وما لا يقل عن 3587 حالة إخفاء قسري بينهم 613 سيدة و574 طفلا.
حملة المعتقلون أولا
وكانت مجموعة من الناشطين قد دعت "عبر مواقع التواصل الاجتماعي" لحملة تحت مسمى "المعتقلون أولا"، وجاء في نص الدعوة إلى الحملة: "نحن السوريون الذين نجونا بمحض الصدفة من الموت أو الاعتقال، ليس لنا أن ننجو من محنة فقد الأهل والأحبة والأصدقاء بالموت وفي المعتقلات. السوريون الذين نهضوا لنيل حقوقهم السياسية المسلوبة منذ عقود، يشعرون اليوم، وبعد خمس سنوات جهنمية، أن كل العالم اجتمع على كسرهم، مرة عبر الفيتو في مجلس الأمن، ومرة عبر غض النظر عن جرائم حرب صريحة ترتكب على الأرض السورية، ومرة عبر مقايضة الدم السوري بمصالح سياسية، والنتيجة أن الشعب السوري يعاني الويلات إلى اليوم بعد أن دفع من أبنائه أكثر من نصف مليون ضحية. إذا كان من المستحيل لنا أن نساعد الموتى، فإن من واجبنا الإنساني والأخلاقي أن نساعد عشرات آلاف المعتقلين والمخطوفين السوريين الموزعين على قوى الشر المتكاثرة .. نتكلم عن آلاف المفقودين والمخطوفين الذين لا يُعرف مصيرهم، وعن آلاف المعتقلين المتروكين للموت جوعاً أو مرضاً أو تحت تعذيب ممنهج، ما يندرج تحت بند الجرائم ضد الإنسانية وفق المادة السابعة من ميثاق روما 1998".
"نبيه مستريح" أحد المنظمين للحملة، فيقول: "المعتقلون أولا شعار رفعه السوريون كرسالة إلى وفد التفاوض في جنيف لوضع ملف المعتقلين كأولوية ضمن أية مفاوضات أو أي حل سياسي في سوريا. انطلقت الحملة بعد مبادرة قامت بها عدة مجموعات من الداخل السوري بالإضافة إلى السوريين في الخارج عن طريق رفع لافتة تحمل عنوان الرسالة وهو "المعتقلون أولا" في مكان تواجدهم ووصل عدد المناطق التي تضامنت برفع هذه اللافتة 120 منطقة بعد أن رفعت في مظاهرات يوم الجمعة بتاريخ 15 أبريل 2016، واستمر العمل بشكل متواصل برفع اللافتات بشكل فردي وتنظيم وقفات تضامنية لمدة أربعة أيام متتالية. وأثناء استعصاء "سجن حماة" تم العمل على إرسال رسالة إلى المنظمات الدولية والأمم المتحدة للتدخل السريع لفك الحصار الذي فرضه النظام على السجن وتحديدا طلب دخول لجان الصليب الأحمر إلى السجن وباقي السجون والمعتقلات".
وختم "مستريح" حديثه قائلا: الآن يتم تحضير مظاهرة حاشدة في باريس بالتعاون مع مجموعة من الناشطين السوريين والفرنسيين سيرفع فيها صورة 1000 معتقلا وتنطلق المظاهرة من الباستيل وتتجه إلى ساحة الجمهورية بتاريخ 25 مايو الساعة الرابعة وتم تجهيز بيان للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.