أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا – (عماد كركص)
بالرغم من كل ما جرى ويجري في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، يبقى الأمل بمستقبل أفضل يضم السوريين جميعاً، بمستقبل لن يأتي الا بعد رحيل الأسد، فلم تعد نغمة حماية الأسد للأقليات مقنعة حتى لمؤيديه، فهؤلاء الذين يَدعي الأسدُ حمايَتهم بذلوا ويبذلون كثيرًا من التضحيات، في حين يُصر الأسد على تغذية المشاحنات بهدف البقاء في السلطة. المزيد في تقرير عماد كركص.
أكثر من خمسة أعوام على ثورة السوريين، أوغل فيها الأسد ونظامه سوريا وشعبها في حرب ليست للانتصار، إلا على نظامه كما بات ينشد السوريون، الذين دمرت مدفعيات الأسد وطائراته ومعها ترسانات حلفائه مدنهم وقراهم، فقتلت الآلاف منهم وشردت الملايين عن ديارهم.
إلا أنهم لايزالون يحلمون بمستقبل أفضل يضمهم جميعاً، ويؤمنون بأنه آتٍ، مشروطاً برحيل الأسد الذي يعد السبب الأول في كل مآسيهم ودمار بلادهم، بل وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، كما يرى متابعون للشأن السوري.
الكاتب والسياسي الفلسطيني محمد مشارقة قال: "الحالة السورية بدأت تفيض من عدم استقرار وإرهاب وكافة القوى المجنونة التي لا تريد هذه الأوطان مسترقة لشعوبه".
ولم تكن مهام الأسد في حربه على شعبه مقتصرةً على القتل والتهجير والاعتقال، فكانت أجهزته الأمنية ومنابره الإعلامية تغذي النعرات الطائفية في محاولة لتمزيق الجسد السوري، حتى داخل مناطق نفوه وتكريس وجود حرب طائفية، ليسهل عليه تمرير نغمة حماية الأقليات للمجتمع الدولي، التي لم تعد مقنعة بالنسبة للسوريين على اختلاف مذاهبهم.
مضيفا: "هناك وعي لدى السوريين ولدى عموم المنطقة بأنه آن الآون لوقف هذه المقتلة والتآمر والإستغلال البشع لدماء الشعب السوري لتحقيق مآرب دولية أو إقليمية، وأرى وهناك تحول في الرأي بالنسبة للداخل السوري والرأي العام تجاه ذلك".
الأب إبراهيم فرح وهو راعي كنيسة إدلب للروم الأرثوذكس قال لأخبار الآن:" السوريون شعب ليسوا أقلية أو أكثرية، هم مواطنون متساوون في كافة الحقوق وعلى هذا الأساس يعيشون في وطن أسمه سوريا، هم شعب واحد ويحملون بمشروع واحد ولا يوجد أقلية وأكثرية، وهذه اللعبة لم تعد مقبولة ".
أما الكاتب والصحفي المعارض حافظ قرقوط أكد على كلام الأب إبراهيم فرح بعدم وجود أقليات وأكثرية في سوريا وأضاف: "الأقلية هم مع هذا النظام الآثم والآيل للسقوط، وهم من لايريدون الحرية والكرامة لشعبهم، وليس أقلية عرقية أو دينية أو قومية".
وتابع :"بالتأكيد بشار الأسد ليس مسؤولا عن حماية الأقليات وهو مستعد لأن يجرم داخل منزله، إن تعدى أحد على كرسيه، هو يبحث عن الحكم ولا يبحث في شؤون طائفة دون غيرها، وحتى إذا نظرنا للطائفة العلوية لوجدنا أنهم بحضن سوريا ولم يتعدى عليهم أحد وهذا التاريخ شاهد علينا، لم يريد أن يكذبنا".
ما قبل حكم البعث والأسد، اختار السوريون تحت قبة برلمانهم فارس الخوري رئيساً له، وقبله كان سلطان باشاً الأطرش قائداً لثورتهم الكبرى، ولايزال فائق المير الذي يقبع في سجون الأسد عماً لمعتقليهم، فلا أقلية بالنسبة للسوريين سوى القتلة أيا كان انتمائهم ، ولا أكثرية إلا من اختار طريق الحرية، كما يقولون.
شاهد أيضاً:
بسبب سياسة التنسيق بين النظام وداعش .. مخاوف الأقليات في السويداء و"السّلمية"
السلمية بريف حماة.. الحقيقة التي حطمت أكذوبة ’’حامي الأقليات‘‘