أخبار الآن | قضاء مخمور – الموصل – نينوى (العراق)
بعد أن وفرت القوات العراقية المشاركة بمعركة تحرير الموصل عددا من الممرات الآمنة لخروج الأهالي، تزايدت أعداد الهاربين من المدينة إلى المخيمات القريبة المعدة لهم، حيث نجح بالهرب ثلاثمئة وخمسون شخصا جلهم من النساء والأطفال من الموصل إلى أحد المخيمات في قضاء مخمور بالقرب من مدينة الموصل.
الهاربون من إحتلال داعش للمدينة روَوَا لأخبار الآن فظاعات قاسوها من مسلحي داعش وإنتهاكاتهم بحقهم في المدينة.
في رحلةٍ قد تؤدي إلى الموتِ.. هربتْ هذه السيدةُ من الموصلِ، مضحيةً بكل شيءٍ تملكهُ في المدينةِ التي حولها داعشْ ومسلحوهُ إلى سجنٍ كبيرٍ يفتقرُ فيهِ الأهالي إلى أبسطِ مقوماتِ الحياةِ وعلى رأسِها الطعامُ والشرابْ.
وتقول السيدة التي خافت من ظهور اسمها: "انهزمنا من هناك من الجوع والله من الجوع يجب ان تبقي مبرقعة لايوجد نفط ولا اكل .. حصار محجوزين داخل المنزل ونحن نريد حريتنا الحرية حلوة، اي والله الحرية لايوجد مثلها ، هي جئنا البارحة مشينا هزيمة في منتصف الليل مشي بين الوديان والغابات مشي الله الشاهد من المغرب الى شروق الشمس"
خطورةُ الرحلةِ، ووعورةُ الطريقِ، وإحتمالاتِ قتلِهِمْ أو اعتقالِهِم من قبلِ مسلحي داعش أثناءَ محاولةِ الهربِ، فضلاً عن المضايقاتِ التي سيتعرضُ لها ذووهمْ في الموصل، كلُ هذهِ العوائقُ كانتْ أهونَ من الحياةِ في ظلِ إحتلالِ داعشْ، ليتزايدَ عددُ الهاربينَ من مناطقهِ خاصةَ مع إحتدامِ معركةِ تحريرِ الموصل.
ويضيف أحد أهالي الموصل الهاربين حديثا إلى مخمور: " لاحياة مع داعش حقيقة، بسبب انعدام القانون وانعدام القانون في اي حال من الاحوال يولد قانون الغابة قانون الغابة الذي يعيش فيه القوي وينتهي الضعيف وتسلب حقوقه، بصورة عامة منذ دخولهم انعدمت الحياة وانعدمت كل مقومات الحياة معهم المؤسسات الخدمية انتهت لم يبقى اي حقوقق للمواطن ما بقيت اي حقوق لكائن من يكون حتى المستشفى التي هي ابسط حق الانسان والدكتور الموجود الاطباء هاجرو بصورة عامة"
وخلافاً لما يروجُ لهُ إعلامُ داعش ومناصروه، يروي أهالي الموصل حقائقَ مفجعةً عنْ ما آلت إليهِ المدينةُ والخدماتُ فيها بعدَ ما يقربُ من عامينِ من إحتلالِهَا، فلا خدماتَ، ولا تعليمَ، بل إنَ داعشْ منعَ كثيراً من الأهالي مزاولةَ أعمالِهِم البسيطةَ، فارضاً عقوباتٍ قاسيةٍ على المخالفينَ.
إذ يوكد أحد الأهالي أن: "ممارسات داعش ممارسة قذرة ماساليب خبيثة يعني مرة اردت العمل لكي امسب رزقي واعيل عائلتي فبعت السكائر القو القبض علي جلدوني تسعون جلدة وبعدها غرموني خمس مئة الف دينار عراقي ولم اخرج الا بكفالة"
وتضيف إحدى أهالي الموصل: "لايوجد مستوصفات او مدارس لايوجد اي شي انقطعت سبل الحياة …. انا والمريض … هي المريض يموت ينتظر الموت الاطباء جميعهم ذهبو ولايوجد احد"
وحتى يكتملَ تحريرُ مدينتِهِم الذي باتَ قريباٍ، يبقى أهلُ الموصلِ في ترقبٍ للخلاصِ من إحتلالٍ حولَ المدينةَ إلى سجنٍ، الحياةُ فيهِ أشبهُ بالجحيم.