أخبار الآن | دير الزور – سوريا (محمود الصالح)
شنّ طيران النظام عدّة غارات جوية استهدفت معظم أحياء مدينة دير الزور المحتلقة من قبل داعش، حيث استهدف أحياء "الصناعة" و"الحويقة" و"الخسارات" بعدة غارات جوية اقتصرت أضرارها على المادية، في حين استهدفت جبل "الثردة" ومحيطه بأكثر من خمس غارات جوية.
وفي سياق متّصل، شهدت مختلف قطاعات المدينة اشتباكات عنيفة جداً بين قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني من جهة وبين عناصر داعش من جهة أخرى، حيث شهد مدخل المدينة الجنوبي ومحيط مطار دير الزور العسكري ومحيط "البانوراما" وأحياء "الحويقة" و"الصناعة" اشتباكات هي الأعنف خلال الفترة الأخيرة، تزامنت مع غارات جوية كثيفة من قبل الطيران الروسي وطيران النظام على حدّ سواء.
إسقاط مروحية تابعة لقوات النظام
ذكرت معلومات متطابقة من مصادر عدّة بأنّ عناصر داعش أسقطوا طائرة مروحية تابعة لقوات النظام قادمة من مدينة القامشلي قُتل على إثرها الطيار "جاد الكريم عادل خليفة" وهو من مدينة السويداء، فيما وثّق ناشطون مقتل كلا من "عمار ياسر الماوي" و"عبد المجيد ابراهيم الملا راشد" من ميليشيات الدفاع الوطني و"عبد الغفورعقل سلوم" و"حمود غسان مثقال" من عناصر الجيش جراء الاشتباكات مع عناصر داعش، في حين قتل كل من المدنيين "ساهر عطا الله العياد" من قرية "الكبر" والطفل "عبد الرحمن مهيدي الصالح" من قرية "الحصان" متأثرين بجراحهما نتيجة قصف الطيران الروسي لتلك القرى في وقت سابق، بينما قتل "عماد خلف المحمد" في سجون قوات النظام تحت التعذيب.
هذا وقد شنّ طيران العدوان الروسي عدّة غارات جوية بالمروحيات والمقاتلات الحربية على مدخل المدينة الجنوبي ومحيط مطار دير الزور العسكري في هجوم معاكس ضدّ عناصر داعش؛ التي تقدّمت في تلك المناطق خلال الأيام السابقة، كما استهدف حي "الصناعة" ومحيط "البانوراما" بعشرات الغارات الجوية.
من ناحية أخرى، استهدف طيران التحالف محيط حقل "العمر" النفطي وبادية "الشعيطات" بأكثر من عشر غارات جوية دون معرفة طبيعة الأهداف وحجم الأضرار التي سببها، كما قام بقصف قرية "القورية" بغارتين جويتين.
الوضع الإنساني والصحي
وفي موضوع مختلف، قامت طائرات الشحن الروسية بإلقاء ما يزيد عن عشرين شحنة من المواد الغذائية وأربع شحنات من المحروقات تحتوي على قرابة الأربعين برميلاً من مادة المازوت بالقرب من السكن الجامعي على طريق "دير الزور – دمشق" ، حيث قامت قوات النظام باستلام تلك الشحنات. ويذكر أن عناصر قوات النظام قامت في وقت سابق بنقل حرّاقات النفط لتبدأ بالعمل وإنتاج المحروقات خلال الأيام المقبلة، على حدّ قولهم.
وفي سياق مواز، وصلت أزمة المياه في المدينة لمستوى يفوق قدرة المدنيين على التحمّل، حيث أفاد الناشط الإعلامي "سومر ابراهيم" لـ "أخبار الآن" أن الأهالي تجمّعوا أمام مؤسسة المياه بحي "الجورة" للحصول على المياه فقامت قوات النظام بإغلاق أبواب المؤسسة بحجة عدم توافر المازوت اللازم لضخ المياه لأحواض المحطّة، الأمر الذي دفع المواطنين لجلب المياه غير الصالحة للشرب من منطقة "الكسر" على جانب النهر ما أدى لانتشار حالات إسهال وإقياء معظمها لدى الأطفال.
اعتقالات وجثث معلقة وأقفاص حديدية للنساء المخالفات
استهدف عناصر داعش دوّار "البانوراما" بسيارة مفخخة، في حين سيطر على خمس نقاط جديدة في محيط جبل "الثردة" ما أدّى لمقتل العديد من عناصر قوات النظام واغتنام دبابة من نوع T72 وعربتي BMP. حيث قاموا بتعليق ستة جثث لعناصر قوات النظام على سور أحد حدائق المدينة كانوا قد جلبوها من تلك المعارك.
إلى ذلك قام عناصر داعش باعتقال شابين من أهالي مدينة "صبيخان" بريف دير الزور الشرقي، بينما لاذ الثالث بالفرار مطلقين النار عليه وذلك بتهمة الخلايا النائمة، في حين قام باعتقال 15 شخصاً من مدينة "الموحسن" وبلدة "البوليل" وهم من تجّار الأسلحة، كما قام باعتقال شاب من أبناء حي "الحميدية" بتهمة "تحديد اللحية" أثناء مداهمتهم إحدى صالات الانترنت في حيّ "الشيخ ياسين".
بالمقابل قام عناصر داعش بمدينة دير الزور باعتقال امرأتين وجلدهنّ بتهمة مخالفة اللباس الشرعي، بينما قاموا بوضع امرأة داخل قفص حديدي في المقبرة الخاصة بقرية "الحصان" لمدة ثلاثة أيام بسبب مخالفة باللباس الشرعي "على حد قولهم".
يذكر أن عناصر داعش قاموا بوضع أقفاص حديدية في أغلب مقابر المناطق التي يحتلونها لاحتجاز النساء المخالفات للباس الشرعي ضمن هذه الأقفاص كنوع من الاتّعاظ "كما يروّجون".
على صعيد مختلف، أثار قرار المحكمة الشرعية في مدينة اعزاز "بمنع استقبال الوافدين من مناطق داعش" استياء المدنيين من تلك المناطق لما يعانوه من قصف ومرض، حيث برّرت المحكمة قرارها بأنه صدر حفاظاً على أمن المنطقة بعد تكرار الاختراقات الأمنية ولمنع أي عملية تهجير أو إفراغ لتلك المناطق من سكّانها.