أخبار الآن | درعا – سوريا (أسامة زين الدين)
في خطوة تعد الأولى من نوعها على مستوى المحافظات السورية، أعلن المكتب الإغاثي في مجلس محافظة درعا الحرة عن إطلاقه حملة لتنسيق المشاريع الإغاثية في رمضان بين كافة المنظمات الإنسانية في درعا.
الحملة التي حملت اسم "غرفة رمضان الخير"، دعت كافة المنظمات المحلية والدولية العاملة في محافظة درعا إلى الانضواء تحت لوائها، بهدف تنسيق وتنظيم العمل الإغاثي طيلة فترة شهر رمضان المبارك، وضمان توزيع المساعدات بشكل عادل على مستحقيها، والعمل على الاستفادة من أخطاء وتجارب السنوات الماضية.
أسباب الحملة
وعن دواعي الحملة صرح رئيس مجلس المحافظة الدكتور "يعقوب العمار" لـ "أخبار الآن" أن المنظمات وأهل الخير في الداخل والخارج ينشطون بشكل كبير في رمضان عبر تنفيذ مشاريع ضخمة، من مطاعم إفطار الصائمين وتوزيع السلل الرمضانية، وتشهد معظم المناطق بعض الفوضى عند توزيع هذه المساعدات نتيجة عمل كل جهة دون تواصل وتكامل مع باقي الجهات، الأمر الذي يسبب تخمة في بعض المناطق على حساب حرمان بعض المناطق الأخرى، وشكاوى دائمة من الأهالي والمجالس المحلية من هذه الفوضى وعدم تحقيق العدالة في التوزيع، لذا كانت هذه الحملة كمبادرة أطلقها مجلس المحافظة باعتباره المظلة الجامعة لمعظم الهيئات في حوران لحل هذه المشكلة واعتمادا على قاعدة بياناته الشاملة لوضع مختلف القرى في حوران.
ولدى السؤال عن كيفية تفاعل الهيئات مع الحملة قال "العمار" أن المنظمات قد تفاعلت بشكل جيد وإيجابي جدا حيث بدأت ثمار التنسيق تظهر بطلبات قوائم التوزيع وتوحيدها وتحديد بعض القرى لبعض المنظمات لكي تستلم التوزيع فيها.
ولم ينف "العمار" وجود بعض المنظمات التي لم تعلن موقفها بعد كونها تنسق مع جهات داعمة ولم تحدد بعد مشاريعها الرمضانية، وأكد وجود جهات أخرى استنكفت عن المشاركة في هذه الحملة لاعتباراتها الخاصة.
ممارسات إغاثية تزعج المدنيين ومنظمات تستجيب
وعلى الجانب الأخر، عبر الناشطون والمدنيون عن نقدهم الحاد لبعض الممارسات المرتبطة بالمشاريع الرمضانية، وطالبوا الجمعيات والمنظمات بالعمل على تلافيها، يشمل ذلك مثلا توزيع الوجبات الجاهزة للعائلات التي قد لا يأكل قسم كبير من أفرداها هذه الوجبة وما يسبب ذلك من هدر، وطالبو بدلا من ذلك بتسليم العائلات مبلغا ماليا يشمل مقدار الوجبات، وتقوم هي بطبخ ما يناسبها صحيا، كما يقترح ذلك "تميم أبو حسن" من درعا البلد.
كما أطلق عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حملات طالبوا فيها المنظمات باحترام الكرامة الإنسانية، وعدم التوثيق المخل والمستفز لمشاعر المدنيين أثناء عملية التوزيع، وبخاصة تصوير الأطفال أثناء استلامهم للوجبات أو أثناء تجمعهم حول المطابخ الرمضانية بانتظار حصصهم منها، وطالب الناشطون بإيجاد وسائل أكثر رقيا واحتراما وإبداعا أثناء التوزيع تضمن كرامة الأهالي ولا تسبب مشكلة لداعمي المشروع.
من جهتها تفاعلت "رابطة أهل حوران" أحد أكبر المنظمات العاملة في الجنوب مع هذه الدعوات وأطلقت عبر مكتبها الإعلامي ميثاق شرف إنساني يخص توثيق مشاريعها الرمضانية، حددت فيه معاييرها في التوثيق وأكدت فيه احترامها الدائم وحرصها على كرامة المستفيدين، وأكدت على تدريب كادرها الإعلامي على بنود ذلك الميثاق، ودعت كافة المكاتب الإعلامية للتعاون والتكامل من أجل تغطية إعلامية كريمة لمشاريع رمضان.