أخبار الآن | حلب – سوريا (إيهاب بريمو)
لم يعد غريبا بل أصبح مألوفا ومن الاعتيادي أن تتعرض حلب بقراها وأحياءها المحررة للقصف اليومي بالغارات الروسية وطيران النظام. فقد تعرضت أحياء حلب المحررة منذ الصباح الباكر اليوم الأربعاء 8 يونيو/ حزيران لغارات جوية روسية وطيران حربي من النظام ما أدى لسقوط العديد من الضحايا المدنيين جاوزوا الـ 15 عشر مدنيا إضافة إلى عشرات الجرحى منهم حالات حرجة، عدا عن الأضرار المادية التي لحقت بالمباني السكنية لأهالي هذه المناطق.
وأفاد ناشطون في حلب أن الطيران الحربي استهدف "حي الشعار" قبل قليل، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة طالت "مشفى البيان" داخل الحي، إضافة إلى مقتل حوالي عشرة مدنيين وجرحى آخرين، كحصيلة أولية.
وقد أفاد إدارة المشفى في بيان لها أنها تعرضت لحاوية من المتفجرات دمرت قسما كبيرا من المشفى وأصيب على إثر ذلك عدد من العاملين والجرحى داخله وقتل عشرة أشخاص كانوا أمام المشفى.
قتلى وجرحى بقصف جوي لقوات النظام وروسيا على مناطق متفرقة في حلب
الناشط الميداني "محمد الحلبي" قال لأخبار الآن: إن الطيران المروحي استهدف حي مساكن هنانو ومنطقة البريج شرق المدينة، مخلفًا أضرارًا مادية دون إصابات، بينما قتل أربعة مدنيين وجرح آخرون إثر استهداف الطيران الحربي حي المعادي في المدينة.
ويضيف "الحلبي" أن خمسة أطفال ووالدتهم أصيبوا بجروح إثر استهداف الطيران الحربي حي المرجة، بينما تعرضت أحياء الصالحين والعامرية والقاطرجي والسكري وباب النيرب ومنطقة دوار الجندول لقصف جوي مماثل، دون تحديد دقيق لعدد الضحايا حتى اللحظة، وأشار إلى أن قصفًا مدفعيًا طال طريق "الكاستيللو" مصدره قوات النظام في تلة الشيخ يوسف، استمرارًا لسلسة من القصف يتعرض لها هذا الطريق منذ فترة وقتل على إثرها مدنيون.
"أم سمير" من حي المعادي، قالت لأخبار الآن: "حتى اللحظة وأنا لا أعلم إن كنت أحلم بما حدث من حولي، جارتي سعاد ما زالت تحت الأنقاض وأطفالها معها، فقط زوجها هنا يمر من أمامي وهو يبحث عن أمل أو خيط نجاة"، وتضيف "أم سمير" حتى في هذه الأيام الفضيلة لم يرحمنا هذا المجرم من القتل والتشريد والتجويع "الله ينتقم منه المنتقم الجبار".
أما كلا من هيئة الطبابة الشرعية وجمعية "أنصار المظلومين" فقد أعلنتا قرب نفاد الأكفان وأكياس حفظ ونقل الجثث من حلب، إضافة إلى نفاد القبور، عازيةً السبب للحملة الشرسة التي يشنها الطيران الحربي الروسي وقوات النظام على المدينة وريفها.
هذا وقد تجدد القصف على حي الشعار ما أدى إلى إصابة عدد من عناصر الدفاع المدني. "أبو رشيد" أحد عناصر الدفاع المدني في حلب، يقول لأخبار الآن: قتل عشرات المدنيين منذ دخول شهر رمضان، في استمرار للتصعيد غير المسبوق الذي تشهده مدينة حلب منذ مطلع أيار الماضي وحتى اليوم، ما تسبب بعشرات المجازر بحق المدنيين في المدينة، ويختم حديثه بقوله: لا نتطلب من الله في هذه الأيام سوى الفرج القريب لسوريا وأهلها.