أخبار الآن | مارع – سوريا (خاص)
بعد أسره في معارك ريف حلب الأخيرة، كشف أحد مقاتلي داعش عن انتهاكات خطيرة لتنظيم داعش بحق الأطفال، فالمقاتل البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما، ألقي القبض عليه، من قبل مقاتلي الجيش الحر، ليكشف عن مدى انتهاكات داعش بحق المقاتلين في صفوفه، فضلا عن تضليله إياهم، ودفعه بهم لجبهات قتال ضد الثوار.
المزيد من التفاصيل في سياق هذه الإعترافات التي حصلت عليها أخبار الآن لأحد المقاتلين الدواعش.
وكان داعش أطلق منذ إعلانه ما دعاها الخلافة العام 2014، كثيرا من المنشورات، التي تصور مشاركة الأطفال في المسيرات، والتدريب، والعمليات القتالية، وحتى إعدام السجناء.
وليس جديدا أن نرى قيام الجماعات المسلحة باستغلال الأطفال في مناطق الحروب، أما في العراق وسوريا، فإن أصابع الإتهام توجه الى العديد من الفصائل التي تقوم باستخدام الأطفال كجواسيس ورسل للجنود الفعليين. ومع ذلك، فإن الحجم ودرجة التعقيد المستخدمة، من قبل التنظيم المتطرف، في جذب وإكراه، أو تدريب وتلقين الأطفال، جديرة بالملاحظة بشكل خاص. ولا يعتبر هؤلاء الأطفال الذين يطلق عليهم تسمية "أشبال الخلافة"، مجرد تهديد حالي على أرض المعركة، ولكنهم يمثلون أيضا تهديدا محتملا في المستقبل، بالنظر الى مسألة ما سيحدث لهم بعد هزيمة داعش.
أسير من داعش عمره 13 عاما كشف لأخبار الآن انتهاكات التنظيم بحق الاطفال والمقاتلين في صفوفه: "انتسبت الى تنظيم داعش الارهابي، وخضعت لدورة تدريبية على استعمال السلاح لمدة 15 يوما، بعدها انتقلنا الى منبج ومنها الى مناطق عدة اخرى، وخلال احدى المعارك اصبت واسرني الجيش السوري الحر".
مجزرة في حلب المدينة وداعش ينهار في الريف
النسبة للجماعات وحركات التمرد المسلحة، يتضمن استخدام الأطفال في عملياتها عدداً من المزايا الواقعية: إذ غالبا ما يكون الأطفال أقل شبهة لدى قوات الأمن، ويسهل تلقينهم، ويصعب قتالهم لعدد من الأسباب العملية والسياسية. وتنظيم داعش على بينة من هذه الفوائد عندما يشرك الأطفال في عملياته. ومع ذلك، فإن دوافع التنظيم وراء تجنيد الأطفال تتجاوز البراغماتية البسيطة، لأن تدريب الأطفال بالنسبة له يتجاوز المسائل الحربية الى الإيديولوجية، إذ يصب هذا العمل في مجال تعزيز مشروع بناء الدولة، والتأكد من أنه حتى لو وصل التنظيم إلى نهايته، فإن أيديولوجيته ستستمر.
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن التنظيم اجتذب عدداً من المقاتلين الأجانب في صفوفه، إلا أنه فشل باستمرار في جذب ولاء التنظيمات الجهادية المتطرفة الكبرى، أو دعماً شعبياً في جميع أنحاء العالم.
إن حقيقة أن تنظيم داعش لا يقوم فقط بتدريب الأطفال كجنود، ولكنه يربيهم كجيل جديد من المواطنين المخلصين لقضيته، تدعم فكرة أنه قد "تخلى" عن الحصول على دعم البالغين في المناطق التي ينشط فيها.