أخبار الآن | قيصري – تركيا (محمود العبدالله)
يوجد في تركيا آلاف من الطلاب السوريين المتواجدين في المدارس السورية التي تتلقى دعماً من قبل وزارة التربية التركية بالإضافة إلى وجود العديد من المدارس التي تمولها منظمات وجمعيات سورية. كما أن هناك عدد لا بأس به من الطلاب السوريين تمكن من الالتحاق بالمدارس التركية ومتابعة تحصيله العلمي وفق المنهج التركي المعتمد.
طبيعة الامتحان المعياري وأهميته
أقرت وزارة التربية التركية خلال العام الدراسي 2014/2015 قراراً يقضى بتمكّن الطلاب السوريين من حملة الشهادة الثانوية بجميع أصنافها من إمكانية رفع معدلاتهم عن طريق تقدمهم للامتحان المعياري الذي يحدد مستوى خبراتهم وقدراتهم العلمية. لكن هذا القرار قد تعدل ليصبح ضرورياً على كل طالب سوري يحمل الشهادة الثانوية وينوي التقدم للدراسة في الجامعات التركية بأن يجتاز الامتحان المعياري ومن ثم يمكنه تقديم أوراقه الثبوتية وشهاداته للجامعات التركية.
وعن طبيعة هذا الامتحان قال الأستاذ "مصعب النعمة" مشرف ومنسق المدارس السورية في مدينة قيصري: "المدارس السورية المتواجدة في تركيا تسمى بمراكز التعليم المؤقتة وهي تتبع لوزارة التربية الوطنية التركية، وقد أقرت الوزارة امتحاناً يتم بموجبه تعديل شهادة هذه المراكز المؤقتة أو الشهادات الأخرى التي حصل عليها الطلاب من وزارة التربية السورية لدى نظام الأسد أو وزارة تربية الائتلاف أو وزارة التربية الليبية، لتعادل الشهادات التركية كون الطلاب الأتراك يتقدمون بامتحانات موازية للامتحان المعياري، كامتحانYGS وYLS وغيره من الامتحانات، فكان الامتحان المعياري لمعرفة قدرات الطالب والتأكد من مصداقية شهادته ومعادلة شهادته الثانوية التي حصل عليها من مراكز التعليم المؤقتة".
حددت وزارة التربية التركية الامتحان المعياري بمائة وستين سؤالا من جميع المواد الموجودة في الفرعين العلمي والأدبي "اللغة العربية– اللغة الإنجليزية أو الفرنسية– الجبر والهندسة– الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء- الجغرافية والتاريخ والفلسفة والعلوم الدينية" يجيب الطالب على جميع هذه الأسئلة خلال مائة وثمانين دقيقة فقط.
يكون مصدر الأسئلة من كتب الصف الثالث الثانوي التي أقرتها وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة بالإضافة إلى مجموعة من الأسئلة العامة من كتب الصف التاسع والعاشر والحادي عشر، وذلك لمعرفة قوة معلومات الطالب التي حصل عليها خلال مسيرته التعليمية.
وأضاف "النعمة": "سيقام الامتحان في مدن "أضنة– أديامان– أنقرة– بطمان- غازي عنتاب– هاتاي- اسطنبول- قهرمان مرعش– قيصري– كيليس– قونيا– ملاطيا– ماردين– مرسين– عثمانية- أورفة" بنفس الساعة وستكون الأسئلة موحدة للجميع.
شروط التسجيل للامتحان وطريقته
أعلنت وزارة التربية التركية من خلال "دليل الطالب للامتحان المعياري" الذي نشرته على موقعها الرسمي أن فترة التسجيل للامتحان ستكون من اليوم السادس إلى الثالث عشر من حزيران الجاري، ويحق لجميع الطلاب السوريين الحاصلين على الحماية المؤقتة "بطاقة الكملك" التقدم للامتحان بشرط أن يكون ميلادهم قبل 1/2/1999.
وعن تفاصيل عملية التسجيل تحدث لمراسل "أخبار الآن" الأستاذ "حسان العم" مسؤول العلاقات العامة في "فريق شباب سوريا التطوعي" الذي يعمل على تقديم الخدمات للطلاب السوريين: "يجب على الطالب في البداية التسجيل في أحد المدارس السورية عن طريق نظام YÖBİS "نظام المعلومات الإلكترونية للطلبة الأجانب" ويجب أن تكون معلومات تسجيله حديثة أو أن يكون حاصلاً على وثيقة تثبت تخرجه، ومن ثم يسجل ويقدم الطالب أوراقه ومعلوماته إلكترونياً عبر رابط التسجيل الإلكتروني الذي نشرته وزارة التربية التركية في موقعها على الإنترنت".
وأضاف "العم": "يمكن للطلبة الأحرار غير المنتسبين لأية مدرسة التقدم بطلب للمشاركة في الامتحان، غير أنه لن تتم المصادقة على طلبهم ولا يمكنهم الاستفادة من هذا الحق إلا بعد تسجيل أسمائهم في المدارس السورية وحصولهم على وثيقة منها. أما بالنسبة للطلاب الذين يدرسون في المدارس التركية الخاصة لا يحق لهم المشاركة في هذا الامتحان".
وستصدر نتائج الامتحان في الثامن والعشرين من الشهر السابع للعام الجاري وسيحسب للطالب معدله النهائي عن طريق جمع معدله في المدرسة ومعدله في الامتحان المعياري ومن ثم يقسم على اثنين.
مشاكل ومعوقات
هناك الكثير من المشاكل والمعوقات التي تواجه الطلاب السوريين الراغبين بالتقدم لهذا الامتحان. ولعل أهمها صعوبة أسئلته وشمولها على ثلاثة صفوف دراسية، وأسئلة عامة ليست لها علاقة بالمنهاج، وتحديد فترة زمنية قصيرة للإجابة على هذه الأسئلة. كما أن تأخر صدور التعليمات المتعلقة بالامتحان من قبل وزارة التربية التركية وعدم وضوح قراراتها يجعل الطلاب في حالة من التخبط والضياع.
"محمد حلاق" أحد الطلاب السوريين الراغبين بالتقدم للامتحان المعياري تحدث لمراسل "أخبار الآن" عن المشاكل التي يواجهها: "إن من أهم المشاكل التي تعترضنا هي شمولية الأسئلة وتنوعها وضيق وقت الامتحان، كما أن تأخر الوزارة بإصدار تعليماتها ومفاجئتنا بضرورة الدخول إلى هذا الامتحان في وقت متأخر جعلنا نعيش حالة من القلق والخوف من المستقبل، بالإضافة إلى هذا فإننا وجدنا إهمال من قبل المعنيين وعدم اهتمامهم بشؤوننا وحتى عدم معرفتهم لبعض تفاصيل القرارات والتعليمات الصادرة".
ولعل من المشاكل المهمة هو عدم تمكن الطلاب الأحرار من دخول الجامعات التركية حتى بعد دخول الامتحان المعياري وذلك لأن وزارة التربية التركية لن تعطيهم سوى معدل الامتحان المعياري 50%، وهذا غير كاف لدخول أية جامعة في تركيا.